يرى فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في حوار مع وكالة فرانس برس، أن أسود الأطلس قادرون على التأهل إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم 2018، على الرغم من وقوعهم في المجموعة الأصعب. ويدشن المغرب عودته إلى المونديال، بعد غياب 20 سنة، بمواجهة إيران الجمعة ضمن المجموعة الثانية الصعبة لكونها تضم أيضا إسبانيا بطلة العالم 2010، والبرتغال بطلة أوروبا 2016. وفي ما يأتي نص الحوار: ما الهدف الذي يسعى المغرب إلى تحقيقه في مونديال 2018؟ كان هدفنا في البداية تحقيق التأهل إلى المونديال. بعد أربع محاولات خائبة، لم يكن مسموحا لنا بالفشل للمرة الخامسة. يمكن القول إننا حققنا الأهم، أي العودة إلى الساحة الدولية من بوابة المونديال والمنافسة على أعلى مستوى. في الوقت نفسه تبقى هذه خامس مشاركة للمغرب (...) ولا يجدر بنا اللعب فقط من أجل المشاركة ونظل مكتوفي الأيدي في انتظار صافرة النهاية. لقد أوقعتنا القرعة في مجموعة قوية جدا، حيث سنواجه المنتخب الإسباني الذي يعدّ من أفضل أو ربما الفريق الأفضل في العالم، والمنتخب البرتغالي بطل أوروبا. مع ذلك أظن أننا نملك من جهتنا مؤهلات علينا استغلالها لتدارك هذا الفارق في المستوى، مثل الروح الجماعية التي تسود الفريق والذي يمزج بشكل رائع بين لاعبين ذوي خبرة وآخرين شباب، فضلا عن شغف الجمهور. هذه العوامل مجتمعة بإمكانها أن تجعلنا نحقق التأهل للدور الثاني. لا أرى ما يمنعنا من التطلع إلى تحقيق هذا الإنجاز. يتحدر أغلب لاعبي المنتخب المغربي من مراكز تكوين أوروبية، ويلعبون في دوريات أجنبية، ألا يدل ذلك على ضعف البطولة المحلية؟ تضم كل المنتخبات، بما فيها الأقوى في العالم، لاعبين في دوريات أجنبية. المنتخب المغربي مفتوح في وجه جميع اللاعبين شريطة تمتعهم بالمستوى المطلوب، ولا يخضع لمنطق مزدوج يميز بين اللاعب المحلي واللاعب المزاول في الخارج. لكي يصل لاعبون محليون بنسبة أكبر إلى المنتخب الأول ما عليهم سوى بذل مجهودات أكبر. هل سيحتفظ رونار بمنصبه إذا أقصي المنتخب المغربي من الدور الأول؟ ينص العقد، الذي يجمعنا معه، على تقييم أداء المنتخب بعد كل مشاركة في أي بطولة دولية على أن يتخذ كل طرف القرار الذي يراه مناسبا. لا توجد أي اشتراطات مسبقة في علاقة الجامعة بالمدرب الوطني، إذ نجتمع بعد كل منافسة ونناقش الحصيلة لنقرر الاستمرار إذا وافقنا على شروطه ووافق من جهته على أهدافنا. وإذا لم يحصل هذا التوافق فكل طرف يختار الوجهة التي يراها مناسبة، هكذا هي العلاقات المهنية. هل يمكن أن تفيد مشاركة المغرب في المونديال في تطوير الكرة المحلية؟ المونديال هو قاطرة الكرة في كل البلدان، ولا شك في أن المشاركة فيه وفي التظاهرات الكروية الكبرى لها وقع إيجابي في تطوير الكرة محليا. حققت كرة القدم المغربية أخيرا نتائج إيجابية بعد فترة فراغ، هل يمكن القول إننا نشهد حاليا انبعاثا للكرة المغربية؟ ولدت الكرة المغربية منذ عقود طويلة، قبل استقلال المغرب (سنة 1956)، وجاءت بعد ذلك أجيال 1970 و1976 وغيرها. في مسار طويل كهذا هناك لحظات تألق وفترات فراغ يكون تدبيرها صعبا، حيث تتوالى النتائج المخيبة. اليوم، تعرف الكرة المغربية حركية إيجابية، والأهم هو أننا لا نزال نملك هامشا كبيرا للتطور علينا استغلاله. *أ.ف.ب