يشكو فاعلون جمعويون ينشطون بحي الزهور بمدينة فاس من كون الجهات المعنية لم تتفاعل مع مطلب ساكنة الحي برفع الضرر الذي يلحقه بها وادي المهراز بشأن الروائح الكريهة المنبعثة من مياهه الآسنة، وما يفرخ من بعوض، موردين أن ذلك له تداعيات على الصحة العامة، خاصة في صفوف الأطفال. ورغم تغطية جزء من مجرى وادي المهراز، فإن المقطع الذي بقي عاريا، المحاذي لمسجد سعد بن أبي وقاص، ما زال يشكل مستنقعا حقيقيا لانبعاث الروائح النتنة وتفريخ البعوض وملجأ لاختباء الأفاعي والضفادع، بحسب ما أكده لهسبريس عبد الواحد التواتي، رئيس جمعية روح المبادرة والتنمية والعمل الاجتماعي بحي الزهور. ويضطر السكان الذين تطل منازلهم على وادي المهراز إلى "إغلاق النوافذ لصد الروائح الكريهة وهجوم البعوض، لا سيما مع انحباس التساقطات المطرية وارتفاع درجة الحرارة"، يقول الناشط الجمعوي ذاته الذي أبرز أن "الرائحة المنبعثة من وادي المهراز تقلق أيضا راحة المصلين بمسجد سعد بن أبي وقاص وتقض مضجع أرباب سلسلة من المطاعم المجاورة له وتنفر زبائنها". وأكد التواتي أن ما يزيد من حدة الوضع الكارثي لوادي المهراز تعمد بائعي الخضر والفواكه بأحد الأسواق العشوائية بالمنطقة التخلص من نفاياتهم بمجراه، مبرزا أن الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بفاس سبق لها أن باشرت تنظيف الوادي قبل أن تتوقف عن ذلك بشكل مفاجئ بمبرر أن تنظيف الوديان ليس من اختصاصها، فضلا عن تضرعها بكونها لا يمكن لها المغامرة بعمالها بعد عثورهم على أفاع بمجرى الوادي.