في جولة ستدوم خمسة أيام، يقوم وفد مغربي يضم 11 فردا يُمَثِلُونَ منظمات المجتمع المدني بزيارة إلى إسرائيل للاجتماع بأعضاء الكنيسيت والعديد من المسؤولين، وتفقد معاهد البحوث الشرق أوسطية، ومتحف المحرقة ياد فاشيم، ومركز تراث يهود شمال إفريقيا. ورغم الجدل الكبير الذي أثارته زيارة وفد صحافي مغربي مطلع فبراير الماضي إلى إسرائيل، فقد تنقل مهندسون وكتاب ومخرجون ورجال أعمال مغاربة، بحسب ما أوردته صفحة "إسرائيل تتكلم العربية"، لزيارة مدن حيفا وأورشليم القدس، وبعض الأماكن الإسلامية المقدسة، فضلا عن لقاء مع طلاب يشاركون في دورة لتعليم اللغة المغربية اليهودية المحكية. وفي هذا السياق، قال منير كجي، ناشط أمازيغي، إن "الزيارة صحيحة وقائمة، ويتقدمها أطباء ومهندسون مغاربة رغم الوصاية الإيديولوجية التي تحاول بعض التنظيمات القومية والإسلامية تنفيذها على حرية الناس"، مضيفا أن "الزيارات المغربية إلى إسرائيل تنامت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية؛ وذلك في إطار ما يَكْفُلُهُ المنتظم الدولي من حقوق لزيارة أي نقطة في العالم"، وفق تعبيره. وأكد كجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "لا عداوة للمغرب مع إسرائيل؛ فهو ثالث شريك اقتصادي لها في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما تَضُمُّ ثاني أكبر جالية مغربية في العالم"، مسجلا أنه "لا معنى لما يقوم به القوميون من إدانة في ظل توافد مسؤولين مغاربة كبار بدورهم على إسرائيل". وزاد كجي أن "القوميين يُثِيرُونَ مسألة زيارة إسرائيل، ويَتَفَاخَرُونَ في كل لحظة بعلاقتهم الوطيدة بتنظيم حزب الله، وبإيران متحدين القرار المغربي الذي قطع العلاقات معها لمحاولتها قلب الأوضاع بالصحراء المغربية من خلال دعم ميليشيات البوليساريو"، على حد قوله. من جهته، قال خالد السفياني، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، إن "مسألة الإدانة لم تعد تكفي، خصوصا أن الجرائم الصهيونية وصلت ذروتها في المراحل الأخيرة، سواء في قطاع غزة أو المناطق الفلسطينية الأخرى"، مضيفا أن "العالم بأسره يدين الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، بما فيها الماسونية العالمية". واعتبر السفياني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مثل هذه الزيارات هي حُقَنٌ لزرع الحياة في كيان متهالك، وتأتي للتخفيف من وطأة المقاطعة والحصار الذي تفرضه الدول على إسرائيل، وكذلك لإعطاء نفس جديد لارتكاب جرائم ضد المقدسات"، وفق تعبيره، لافتا إلى أن "كل من يذهبون يلتقون بقيادات المخابرات الإسرائيلية في تمهيد لاستخدامهم لزعزعة استقرار المملكة". وطالب السفياني المسؤولين ب"التعامل بجدية وإنفاذ القانون لمعاقبة المتخابرين مع دولة أجنبية عدوة مجرمة"، مشددا على "استعجالية إخراج قانون معاقبة التطبيع مع إسرائيل إلى الوجود، في ظل وضوح موقف الملك الداعم للفلسطينيين بإقامة مستشفيات ميدانية وعسكرية وإرسال عدة مساعدات للمتضررين من الإجرام الاسرائيلي".