تمكن علماء يسعون للتوصل إلى أساليب جديدة لمكافحة البكتيريا الخارقة المقاومة للعقاقير من رسم الخرائط الوراثية "الجينوم" لأكثر من 3000 نوع، بينها عينات من ميكروب من أنف العالم ألكسندر فلمينغ، مخترع البنسلين، وسلالة بكتيريا تسبب الدوسنتاريا أخذت من جندي خلال الحرب العالمية الأولى. وجرى كذلك فك شفرة الحمض النووي لسلالات بكتيريا مميتة تسبب الطاعون والدوسنتاريا والكوليرا، فيما قال الباحثون إنه مسعى لتحقيق فهم أفضل لبعض أخطر الأمراض في العالم، وتطوير أساليب جديدة لمكافحتها. وكانت العينات المأخوذة من فلمينغ، العالم البريطاني الذي اكتشف أول مضاد حيوي في العالم عام 1928، من بين أكثر من 5500 ميكروب في "المجموعة الوطنية البريطانية لسلالات البكتيريا"، وهي واحدة من بين أكبر المجموعات في العالم للبكتيريا ذات الصلة بالأمراض السريرية. وكانت أول بكتيريا يتم حفظها في المجموعة هي سلالة من الشيغيلا الفلكسنرية المسببة للدوسنتاريا، تم عزلها عام 1915 من جندي في خنادق الحرب العالمية الأولى. وقال جوليان باركهيل، من معهد ويلكم سانغر في بريطانيا والذي قاد فريق البحث، إن "التعرف بدقة كبيرة على شكل البكتيريا، قبل وخلال إنتاج المضادات الحيوية واللقاحات، ومقارنتها بالسلالات الحالية، يظهر لنا كيف استجابت لهذه العلاجات". وتابع: "يساعدنا هذا بدوره في تطوير مضادات حيوية ولقاحات جديدة". ويقدر الخبراء أن نحو 70 في المئة من البكتيريا تقاوم بالفعل مضادا حيويا واحدا على الأقل من المضادات التي تستخدم في علاجها. بينما يمثل تطور "البكتيريا الخارقة"، التي تقاوم عقارا أو مجموعة عقاقير، واحدا من أكبر التهديدات التي تواجه الطب حاليا. ومن بين أكثر مواطن الخطر مرض السل، الذي يصيب أكثر من 10.4 ملايين شخص كل عام وأزهق أرواح 1.7 ملايين في عام 2016 وحده، ومرض السيلان الذي ينقل عن طريق الاتصال الجنسي ويصيب 78 مليونا سنويا، وتقول منظمة الصحة العالمية أنه أصبح غير قابل للعلاج تقريبا. وستنشر الخرائط الجينية للسلالات، وعددها 3000، في موقع المجموعة الوطنية البريطانية لسلالات البكتيريا ،وستتاح مجانا للباحثين من مختلف أنحاء العالم لمساعدتهم في تطوير أساليب تشخيص ولقاحات وعلاجات جديدة.