استمرت صفحات الغش الإلكتروني المعروفة باسم "شاومينج" على مواقع التواصل الاجتماعي، في إفساد الترتيبات المشددة التي تتخذها وزارة التعليم المصرية بالتعاون مع وزاراتي الدفاع والداخلية لمنع تسريب امتحانات الثانوية العامة. وبدأت الأحد الماضي، امتحانات الثانوية المصرية (المحطة الفاصلة بين مرحلتي التعليم الأساسي والجامعي)، بامتحاني اللغة العربية والدينية، وتنتهي في 1 يوليوز المقبل، في 1777 لجنة، بمشاركة نحو 656 ألف طالب وطالبة في محافظات مصر ال 27. واعترفت مديريات تعليم في جنوب مصر، الثلاثاء، بتسريب أجزاء من امتحان الاقتصاد والإحصاء، قام بها طالب عبر الهاتف المحمول، وقالت إنه تم القبض عليه ولكن سمح له بإكمال الامتحانات لحين انتهاء تحقيقات النيابة. إلا أن رئيس امتحانات الثانوية العامة، الدكتور رضا حجازي، نفي استمرار صفحات الغش الالكتروني، مؤكدا أن "أسطورة شاومينج انتهت منذ تطبيق نظام الامتحانات الجديد بإشراف وزارة الدفاع". وأضاف ل "قدس برس": شاومينج لم يعد قادرا على اختراق مطابع الامتحانات عبر موظفين سابقين، وما يحدث هو نشر صفحات الغش الإلكتروني ما يصوره بعض الطلاب بهدف إحداث البلبلة". وأعلنت غرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم الفني، أن فريق مكافحة الغش الإلكتروني بالوزارة نجح بالتعاون مع الأجهزة الأمنية غلق 10 صفحات تروج للغش الإلكتروني. ونقلت صحف مصرية عن "مصدر مسؤول بمديرية التربية والتعليم ب "سوهاج" جنوب مصر، الثلاثاء، إنه جرى ضبط ثلاثة طلّاب أثناء قيامهم بعملية الغش باستخدام الهاتف المحمول في مادة الاقتصاد. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن الطلّاب الذين ضُبطوا متلبسين بمحاولة الغش تم التحفظ على الهواتف المحمولة الخاصة بهم والمستخدمة في محاولة الغش، وتكليف لجنة من المديرية للتحقيق في الواقعة. من جهته، قال رئيس لجنة الامتحانات رضا حجازي، إنه تم التوصل للطالب الذي نشر أجزاءً من أسئلة امتحان الإحصاء وضبطه بمحافظة الجيزة، مبينًا أنه نشر الامتحان بعد مرور 20 دقيقة من بدء الامتحان. في الوقت الذي، أكد فيه وكيل تعليم محافظة المنوفية رضا الرشيدي، ضبط الطالب الذي قام بتسريب امتحان اللغة العربية أول أمس الأحد. يشار إلى أن المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أحمد خيري، نفى صحة ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تسريب أجزاء من امتحان مادة اللغة العربية الاقتصاد، مؤكدا عدم صحة كل ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبدأت عمليات تسريب امتحانات الثانوية في مصر منذ عام 2014، واتهمت جهات رسمية عمال وموظفين في المطبعة وواضعي الامتحانات بتسريب الاسئلة، حيث جري محاكمتهم وسجن بعضهم، وبدأ طبع الامتحانات في مقر جهة سيادية قيل إنها وزارة الدفاع، ولاحقا جري تغيير نظام الامتحانات بالكامل. وكان من أبرز عمليات التسريب، نشر الامتحانات عبر صفحة على الفيسبوك معروفة باسم "شاومينج"، وأدت تلك التسريبات في حينه إلى قرارات حكومية بإعادة امتحانات بعض المواد. ومن ضمن قرارات وزارة التعليم كذلك، إقرار نظام "بوكليت" لمنع الغش وتسريب الأسئلة، والقائم على دمج أسئلة الامتحان في كراسة الإجابة، ووجود 4 نماذج للمادة الواحدة بنفس المضمون مع اختلاف ترتيب الأسئلة لمنع الغش وتسريب الأسئلة. وتُعد منصة فيسبوك الأبرز بمصر، وتشير إحصائيات مستخدمين الإنترنت، بحسب تقديرات غير رسمية نقلتها صحيفة الأهرام المملوكة للدولة خلال مارس الماضي، إلى أن عدد المستخدمين بالبلاد بلغ 50 مليونا، وهناك 38 مليون شخص يستخدمون "فيسبوك" (14 مليون أنثى، و24 مليون ذكر).