خاض المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للأطباء والمكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، الثلاثاء، وقفة احتجاجية بمستشفى سانية الرمل بمدينة تطوان، بسبب ما قالا إنه خصاص مهول في الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل أضحى يهدد الوضع الصحي ب"السكتة القلبية" إن لم يتم اتخاذ تدابير وإجراءات مستعجلة لتفادي الأسوأ. وصدحت أصوات الأطر الطبية والإدارية والتمريضية المشاركة في الوقفة بشعارات منددة ب"الخصاص وظروف الاشتغال السيئة"، من قبيل: "فلوس الدوا فين مشات.. فسويسرا والسهرات". الدكتور أحمد قايدي، الكاتب الإقليمي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بتطوان، قال إن الوضع الصحي بالمدينة متدهور مشيرا إلى أن الوقفة "تأتي من أجل التحسيس بخطورة الوضع الذي يزداد سوءاً وتفاقماً أمام سياسة الآذان الصماء واللامبالاة من طرف المسؤولين". واستغرب الطبيب المختص في التخدير والإنعاش "غياب أبسط المستلزمات الطبية بمصلحة المستعجلات؛ ما يعرض حياة المرضى للخطر"، مشيرا إلى اضطرار مرتفقي المرفق العمومي إلى شراء أدوية من المفروض أن تتوفر بالمؤسسة الصحية؛ ما يزيد من معاناة المرضى وذويهم، مستنكرا في الوقت نفسه "تفريغ المراكز الصحية من أطرها الطبية والتمريضية دون تعويضها وفتح مراكز صحية جديدة لا تتوفر على أُطر طبية خاصة بها، دون الحديث عن الخصاص المهول في المستلزمات والأدوية"، معتبرا ظروف إجراء عمليات جراحية "لا تستجيب للشروط العلمية التي تفرضها وزارة الصحة نفسها"، وفق تعبيره. وشدد القايدي، في تصريح لهسبريس، على أن وقفة الثلاثاء إنذارية ضدا على الوضع المزري الذي أصبح لا يطاق، وقال: "السبيطار ولا غادي غير بإكراميات المحسنين، ونحن هنا لتبرئة ذممنا". في سياق متصل، كشف المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للأطباء، ضمن بلاغ له، عن تأجيل عمليات جراحية مبرمجة ينتظرها أصحابها لشهور، بسبب عدم وجود أدوية التخدير وعقاقير الإنعاش، إلى جانب النقص الحاد في الموارد البشرية التمريضية رغم الاستعانة بأطر مؤقتة من القطاع الخاص وصفها ب"غير المؤهلة"؛ ما ينذر بإغلاق عدد من الغرف الجراحية، بل بعض الأقسام الاستشفائية بأكملها. من جانبه، الخليل الحضري، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، قال، في تصريح لهسبريس، إن "هذه الظروف الكارثية بقدر ما تتسبب في غضب واحتقان لدى المرضى ومرافقيهم، بقدر ما تسببه من تأزم واضطراب نفسي لدى مهنيي الصحة؛ ما يجعلهم عرضة لاعتداءات لفظية وجسدية متكررة". وأشار المسؤول النقابي ذاته إلى "مراسلات سابقة إلى الجهات الوصية، إقليميا وجهويا ومركزيا، دون أن يجد الوضع طريقه إلى الانفراج"، وفق تعبيره.