تنتظر الجماهير المغربية بشغف يوم 29 أكتوبر الجاري لمعرفة منافسي منتخب "أسود الأطلس" في نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، المقرر إجراؤها من 21 يناير إلى 12 فبراير 2012 بكل من الغابون وغينيا الاستوائية. سنذهب إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا للفوز باللقب القاري". هذا ما أعلنه إريك غيريتس مدرب المنتخب المغربي بعد تأهل "أسود الأطلس" إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 لكرة القدم، التي ستستضيفها الغابون وغينيا الاستوائية من 21 يناير إلى 12 فبراير 2012. المدرب البلجيكي، الذي واجه انتقادات لاذعة في الأشهر الأولى من توليه تدريب المنتخب، لم يكتف بإعادة "الأسود" إلى مكانتهم الأصلية القوية في القارة الأفريقية، فراح يذكرهم بأن كرة القدم لعبة وأن من يمارسها لا يتطلع لشيء سوء تحقيق الانتصارات والفوز بالألقاب. وكأنه يقول للاعبيه "سنحضر أنفسنا من الآن لا لمجرد المشاركة في النهائيات لكن للفوز بالتاج الأفريقي". وسيكون التتويج إن تحقق الأول من نوعه بالنسبة للمغرب في كأس الأمم منذ العام 1976. صراعات داخلية أغرقت المنتخب المغربي في نفق مظلم لغاية وصول غيريتس الجماهير المغربية فرحت كثيرا بتأهل منتخبها إلى النهائيات، واحتفلت به وكأنها تريد أن تمحي من ذاكرتها غياب "الأسود" في نسخة 2010 التي جرت في أنغولا. وتريد أن تفتح مع غيريتس صفحة جديدة من تاريخها، خاصة أن الكرة المغربية خرجت من مرحلة إخفاقات متتالية. هشام بناني، رئيس تحرير قسم الرياضة في إذاعة "مارس" المتخصصة في الرياضة والموسيقى والتي تأخذ من الدارالبيضاء مقرا لها، قال في اتصال هاتفي مع موقع فرانس 24 إن المنتخب المغربي "خرج خائبا من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 ولم يكسب فيها أي مباراة" من أصل المباريات الست التي خاضها ذهابا وإيابا أمام كل من الكاميرون والغابون وتوغو، مذكرا بأنه "ظل بدون مدرب مدة عام كامل" وأنه "عرف خلال هذه المرحلة سلسلة صراعات داخلية أغرقته في نفق مظلم لغاية تعيين غيريتس على رأس الجهاز الفني" في مطلع يوليو 2010. وتابع هشام بناني تحليله قائلا إن غيريتس، وهو لاعب دولي سابق بارز أحرز عدة ألقاب وطنية وقارية منها كأس أبطال أوروبا مع نادي هايندوفن الهولندي سنة 1988، أعطى نفسا جديدا لمنتخب المغرب، مشيرا إلى أنه حقق إنجازين أساسيين منذ تعيينه: "أولهما كان الفوز الكبير 4-0 أمام المنتخب الجزائري، [أحد ممثلي القارة الأفريقية الخمسة في مونديال جنوب أفريقيا]، وثانيهما التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية" 2012. فاحتفلت الجماهير المغربية بهذا النجاح "وتنفست الصعداء" على حد قول هشام. هل المغرب مرشح للفوز بكأس الأمم الأفريقية 2012؟ وعن وضع المنتخب، شدد رئيس تحرير قسم الرياضة في إذاعة "مارس" على أنه على أحسن ما يرام "لأن غيريتس وفق في تشكيل فريق منسجم متكامل ووفق أيضا في تصرفه مع اللاعبين ولعل خير دليل على ذلك تعامله السلس مع عادل تاعرابت"، البالغ من العمر 22 عاما، لاعب كوينز بارك رينجرس الانكليزي،الذي كان قد غادر من دون إذن معسكر المنتخب المغربي عشية مباراته الحاسمة أمام الجزائر في يونيو الماضي بمراكش، لكن غيريتس قبل اعتذاره واستدعاه من جديد ليكون سندا لزملائه. غيريتس خلق جوا صافيا جميلا داخل منتخب "الأسود". وإن شدد هشام على هذا الجانب، لأنه، كما قال، غالبا ما تكون الصراعات الداخلية سواء بين اللاعبين المغربيين أو بين المسيرين وراء إخفاقات الماضي. وهل المغرب مرشح للفوز بكأس الأمم الأفريقية 2012؟ بالسبة إلى هشام بناني، الجواب هو "نعم"، "شرط أن يدرك المدرب غيريتس ولاعبيه أن ثمة ثغرات يجب سدها قبل يناير 2012 وأن منافسهم خلال هذه الدورة لن يكون سوى أنفسهم: فإن هم تجنبوا الصراعات الداخلية يكونوا قد خطوا خطوة كبيرة نحو التتويج".