رمضانُ معجزة لا يُفسَّر بالطب ولا يُطبّق عليه الطب. الحامِل تْصوم، المريض يْصوم، وأنا أتحمّل مسؤولية اللي غيْموت". على نطاق واسع جرى تداولُ هذا الكلام، الصادر على لسان محمد الفايد، الأخصائي في التغذية، والذي طالتْه انتقادات واسعة على الشبكات الاجتماعية. وبخلاف الأطباء الذين ينصحون المرضى الذين يعانون من أمراض خطرة ومزمنة، كالسكري وأمراض الكلى، قال الفايد، في لقاء مع الجمهور، إنَّ "مسألة الإفطار في رمضان لا يمكن أن تخضع "لفتاوى الأطباء"، مضيفا "يجب ألّا نضعُف أمام الشرْع الإلهي، لأنّ رمضان معجزة". مقطع الفيديو، الذي صُوّر منذ سبعة أشهر وجرى ترويجه على نطاق واسع يوم أمس في مواقع التواصل الاجتماعي، جرّ على الفايد انتقادات واسعة؛ فقد اتهمه عدد من المعلقين بكونه سيؤدّي بالمرضى الذين سيتبعون نصيحته بالصوم إلى الهلاك، باعتبار أنّ الصيام يشكّل خطرا على صحتهم. علاء العيساوي، واحد من النشطاء الفيسبوكيين الذين انتقدوا الفايد بحدة، وكتب في تدوينة: "علميا، لو أن صيام مريض السكري فيه شفاء له، فكيف تفسر حالات الغيبوبة وهبوط مستوى السكري في الدم، وظهور حالات غيبوبة حمضية، كلها أعراض تؤدي إلى التلف الدماغي والوفاة لدى مريض السكري الذي لا يتبع حمية غذائية سليمة، فما بالك بالصوم؟!". عفاف ميكو، الأخصائية في التغذية، قالت، في تصريح لهسبريس، إنَّ على المرضى الذين يعانون من أمراض تشكّل خطرا على صحتهم في حال الصيام أن يمتثلوا لتوجيهات أطبائهم؛ لأنّهم هم الأدرى بمدى قدرتهم على الصيام من عدمه، وما إن كان يشكّل خطرا على صحتهم أم لا. وأوضحت ميكو أنّ المريض الذي يعاني من مشاكل على مستوى الكلى يحتاج إلى شرب الماء، مضيفة: "إذا قال الطبيب للمريض لا تصُم، فلا يجب عليه أن يصوم؛ لأنّ الصيام سيُفاقم وضعه الصحي أكثر، وقد يتسبب له في مضاعفات صحية قد لا تُحمد عُقباها". المثير في "خرجة" الدكتور الفايد، الذي كان يدرّس بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، هو أنَّه سقط في تناقض مع نفسه، حيث عبّر عن رأي آخر مختلف تماما في فيديو متوفر على موقع يوتيوب، وردَ فيه على لسانه أنّ على المرضى والنساء الحوامل أن لا يصوموا إذا نصحهم الأطباء بذلك. واستطرد: "المرضى الذين يعانون من السكري ويتعاطون لحُقن الأنسولين، هؤلاء يصعب أن يصومو. هناك أشخاص رغم أنهم يتعاطون للحقن لكنهم يصومون، ولكن أنا لا أوصي بهذه الأشياء؛ لأن هؤلاء لديهم رخصة من عند الله تعالى. الله منحك هذه الرخصة ورَحِمك فعليك أن تقبل هذه الرخصة وأن تقبل رحمة الله تعالى، وإذا رفضت رحمة الله فهذا غير مقبول في الدين".