حركة غير عادية عرفها بهو محطة القطار المدينة بالرباط، أمس الثلاثاء، سببها تجمهر عدد كبير من المسافرين. كل داخل إلى المحطة قاصدا شبابيك التذاكر، يتوقف لبرهة محدقا في التجمع المستفز، والذي يوحي في الوهلة الأولى بنوع جديد من أنواع الاحتجاج التي أصبحت ميزة لصيقة بعاصمة المملكة. لكن كل التخمينات تلاشى، بعد أن ينكشف للمسافرين أن ممتهنا للخط العربي الإسلامي يهدي لوحات يكتب عليها في لحظتها أسماء كل من رغب في ذلك. لم يكن صاحب الخطوط الجميلة، سوى الفنان "فيلالي بابا عبد الغني"، الذي لقب "بسفير الخط العربي"، والذي أهدى أزيد من مليون و900 ألف إسم في جولة عبر العالم، هادفا إدخال الحرف العربي بجمالياته إلى بيوت الأجانب بالخصوص. الخطاط فيلالي بابا العلوي إبن مدينة فاس، وبدأت أولى ميولاته لفن الخط أيام دراسته الابتدائية حين تأثر بالخط الجميل الذي تميزت به أستاذته للغة الفرنسية. لم يكن يتحدث الخطاط المغربي فيلالي بابا العلوي إلا لماما حين ينادي على إسم من الأسماء، منهمكا بريشته الجميلة في انتزاع العذرية من الأوراق البيضاء بسلاسة. ما يثير الانتباه أكثر، كون الخطاط لا يرجى جزاء ماديا على خطه ولوحاته، وهو ما أعلنه في ملصق لا يمكن للعين تجاهلها، كتب عليه: "يسعدني أن أقدم لكم لوحة تحمل اسمكم بالخط العربي. الثمن: ابتسامة".