طالب محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، البرلمان المغربي بالقيام بمهمة استطلاعية للتحقيق في ما أثير مؤخرا من تعرض مغربيات للاستغلال الجنسي من طرف مشغليهن في الجارة الشمالية للمملكة. يأتي هذا بعدما كشفت صحيفة إسبانية ما قالت إنه استغلال جنسي تتعرض له العاملات المغربيات في حقول الفراولة بمنطقة هويلفا، جنوب إسبانيا، من طرف المشغلين ومسيري العمل في تلك الحقول، مؤكدة، استنادا إلى تصريحات منسوبة لعدد منهن، "أنهن تعرضن للاستغلال الجنسي، وأن بعض المشغلين ومسيري مزارع الفراولة يفرضون على بعض العاملات ممارسة الجنس معهم إذا أردن الاستمرار في العمل". وقال يتيم خلال ترؤسه أول مجلس إداري للمعهد الوطني لظروف الحياة المهنية، أمس الأربعاء، "لم تتوصل أي جهة سواء مغربية أو إسبانية بشكاوى تعرض المغربيات للتحرش الجنسي"، مؤكدا الأمر نفسه بالنسبة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، وكذلك السفارة المغربية في إسبانيا. وطالب يتيم البرلمان المغربي بإيفاد لجنة برلمانية للقيام بمهمة استطلاعية ومعاينة ظروف اشتغال 17 ألف عاملة مغربية، مسجلا وجود تشويش على ورش التشغيل من طرف جهات لم يحددها. وأكد المسؤول الحكومي المغربي أن المقاولات الاسبانية طالبت بتمديد آجال العمل، مع إمكانية رفع العدد بفضل الكفاءة التي أبانت عنها المغربيات، مضيفا أن هذه العوامل قد تكون سببا في ما أثير. وكانت الصحيفة نفسها قد أكدت أن عددا من العاملات يضطررن لقبول نزوات المسيرين، في حين تعرض بعضهن للطرد بسبب رفضهن الرضوخ لهذا الاستغلال الجنسي، موردة وجود تحرشات جنسية كثيرة تعاني منها العاملات المغربيات في حقول الفراولة من طرف المسيرين، البعض منهن تعرض لمحاولات الاغتصاب بشكل عنيف. وسبق أن قام وفد مشترك مغربي-إسباني، يتكون من ممثلين عن وزارة الشغل والإدماج المهني والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، بزيارة ميدانية إلى إقليم هويلفا الإسباني يومي 10 و11 من الشهر الجاري، "قصد معاينة أوضاع العاملات المغربيات بالضيعات الفلاحية الإسبانية"، وأوضحت وزارة الشغل أنه "لم تتم معاينة أي حالة معينة من خلال التواصل مع العاملات المغربيات، أو في ما يخص زميلاتهن في ضيعات أخرى"، مشيرة إلى أنه "لم يتم تسجيل أي شكاية لدى السلطات الإسبانية".