تشهد الحاضرة الاسماعيلية في شهر رمضان المبارك، كباقي مدن المملكة، أجواء مميزة من خلال عرض مجموعة من الأطباق والأكلات التي تعكس التقاليد الغنية والمتنوعة بالمغرب عموما، وبمدينة مكناس على وجه الخصوص. وتعج الأزقة والفضاءات التجارية للمدينة، عشية وخلال شهر الصيام، بالعديد من المواطنين لاقتناء المواد والمنتجات والأكلات الأصيلة والتقليدية التي تتم تهيئتها خصيصا في هذا الشهر الفضيل من قبل التجار المدينة. وتشكل ساحة لهديم، الشهيرة بباب منصور، وسوقها الذي يخضع لعملية التجديد، وأزقة الروامزين والسكاكين من المدينة العتيقة لمكناس، وجهة حقيقية للساكنة المحلية وزوار المدينة لاقتناء كل ما يشتهونه في موعد الإفطار. وتتزين الموائد في وقت الإفطار بأشكال وأصناف متنوعة وغنية من الأطباق والحلويات، منها "الحريرة" و"الشباكية" و"السفوف" و"الفطائر"، دون إغفال أنواع التمور. ويسهر المكناسيون على تقاسم هذه الأطباق، التي تم إعدادها أو شراؤها، مع الجيران والأصدقاء، وفي عمليات الإفطار الجماعية. وعند المكناسيين، لا ينحصر رمضان في إعداد الأطباق والأكلات، بل يشكل هذا الشهر المبارك أيضا فرصة للتعبد والزهد من خلال حرص ساكنة المدينة من كل الفئات العمرية على التوجه إلى المساجد قصد التعبد وأداء الفرائض الدينية والتراويح. ولا يمكن إغفال الجانب الاجتماعي في هذا الشهر الفضيل؛ حيث تنخرط ساكنة مدينة مكناس في العمل الخيري وتقديم الدعم للفئات المعوزة عبر تنظيم عمليات الإفطار الجماعي يساهم في تنظيمها المحسنون والمتطوعون وفعاليات المجتمع المدني. وفي تصريح صحافي، قالت الفاعلة الجمعوية زهرة خلصي إن رمضان "يشكل فرصة مهمة للجمعيات بمكناس لمضاعفة أنشطتها الاجتماعية، خصوصا عمليات الإفطار لفائدة الفقراء والأشخاص في وضعية هشاشة". وأبرزت أن هذه العمليات تنظم في الفضاءات العمومية ومقرات المنظمات غير الحكومية التي يتم فيها كذلك توزيع الوجبات على العائلات المعوزة، مشيرة إلى أن المتطوعين وأعضاء الجمعيات والمواطنين يسهرون على هذه العملية الاحسانية. *و.م.ع