أجمعت الفرق البرلمانية على توجيه انتقادات واسعة إلى الحكومة بسبب تعاملها مع حملة مقاطعة ثلاثة منتجات استهلاكية، بعدما اختارت في وقت سابق تجاهلها، ليعود سعد الدين العثماني ويعلن أن حكومته "تعكف على تلبية الاحتياجات المعبر عنها خدمة للمواطنين والمنتجين". وقال الفريق الاستقلالي إن "الحكومة ليست كباقي الحكومات ولا تأبه بمشاكل المواطنين، ولا نعرف ما دورها إذا غابت عن الشعب"، مسجلا أن "حماية المستهلك حاجة مجتمعية لكن الحكومة تغط في سبات عميق وتعاكس القدرة الشرائية للمواطنين في ظل الاحتجاجات التي تعددت واجهاتها، وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصات تضرب لها الحكومات ألف حساب". وطالب الفريق المعارض الحكومة بالتجاوب مع مطالب الشعب ومراقبة الأسعار، داعيا إلى عدم ترك السوق بلا مراقبة "بهدف تحقيق الربح الذي يطال فئة محددة ومرضية"، معتبرا أن "أسلوب الحكومة يقوم على اللبس والغموض لأنها لا تملك القدرة على حماية المستهلكين". وفي مقابل تأكيد الفريق الاستقلالي "سقوط أوراق التوت عن الحكومة بسبب استهزائها من المغاربة"، أبدى فريق الأصالة والمعاصرة أملا في أن تتفاعل الحكومة إيجابا مع المقاطعة، مبرزا أن "هناك بعض الخرجات لأعضاء الحكومة تزيد من فقدان الثقة بين المواطنين والحكومة"، مستغربا من "اتباع الحكومة للغة التهديد والوعيد بالمتابعة القضائية". "بعد سنة ونصف من تعيين الحكومة، سكتت دهرا ونطقت كفرا عبر أعضائها"، يقول الفريق المعارض الذي أوضح أنه "إن كان هناك من مداويخ، فإنهم أعضاء الحكومة"، مضيفا: "سبق أن نبهنا الحكومة السابقة لارتفاع المحروقات واتهمنا بالتشويش". من جانبه، اعتبر فريق العدالة والتنمية أن المغرب اليوم أمام فعل احتجاجي حول تدبير العلاقة بين المنتج والمستهلك"، موضحا أن "المواطنين وهم يعانون، لهم طرقهم التي لا يمكن تبخيسها من طرف الحكومة". الفريق المنتمي للأغلبية أكد أنه "استبشر خيرا بتحرر الدولة من صندوق المقاصة؛ وذلك بهدف تحرير الأسواق، لكن المواطن لا يجد أي حرية، خصوصا في مواجهة المحروقات التي تعتمد أثمنة موحدة"، موردا أنه "لا يمكن أن تكونوا ناطقين باسم بعض الشركات حيث يمكن أن تطلب الشركات الأخرى بأن تدافع عنها الحكومة". وفي مقابل دعوة فريق "البيجيدي" الحكومة إلى أن تكون قادرة على الإنصات، وأن تكون اجاباتها حقيقية وواضحة، قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني: "على عكس ما قاله بعض المستشارين، الحكومة ليست غائبة"، مبرزا أن "المواطنين الذين ينتقدون الحكومة مرحب بهم، ونحن ننصت ونستمع إليهم، والمطالب التي يعبرون عنها نلبيها على حد الاستطاعة ".