شهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الميدان الأحمر بالعاصمة موسكو، اليوم الأربعاء، عرضا لطائرات متقدمة تحمل صواريخ أسرع من الصوت، كان وصفها بالأسلحة التي "لا تقهر"، وذلك بعد أيام من بدئه فترة رئاسية رابعة. ومر الآلاف من الجنود مترجلين أمام بوتين خلال هذا العرض العسكري الذي هو جزء من احتفال سنوي بانتصار الاتحاد السوفيتي على النازيين في الحرب العالمية الثانية. كما دوى هدير الدبابات المارة عبر الميدان الأشهر في موسكو تذكيرا بالقوة العسكرية لروسيا خلال الحرب الباردة. وتابع بوتين العرض من منصة وسط مجموعة من قدامي المحاربين الذين ارتدى بعضهم أزياء عسكرية مزينة بصفوف من النياشين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الموجود حاليا في موسكو لمناقشة الملف السوري، حاضرا كما شهد العرض الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش. وحل نجم هوليوود ستيفن سيجال، الذي منحه بوتين جواز سفر روسيا عام 2016، ضيفا على الاحتفال. وتعتبر السلطات، المدعومة بوسائل إعلامية رسمية، هذا الاحتفال مناسبة لتعزيز الشعور الوطني وإظهار مدى نجاح برنامج تحديث الجيش الروسي أمام العالم والمشترين المحتملين للأسلحة والمعدات العسكرية. وقال بوتين، الذي دخلت علاقاته مع الغرب في مسار عدائي، إنه لا يرغب في حدوث سباق تسلح لكنه حذر أعداء روسيا المحتملين من أن بلده طور جيلا جديدا من الأسلحة التي لا تقهر لأغراض دفاعية. وقال خلال العرض "نتذكر مآسي الحرب العالمية الثانية ودروس التاريخ الواضحة لكل ذي عينين. بدأت نفس المسارات القديمة القبيحة في الظهور مجددا لكن بمصاحبة تهديدات جديدة: الأنانية والتعصب والقومية العدوانية وادعاء التميز الاستثنائي". وأضاف بوتين "نتفهم الخطورة الكاملة لتلك التهديدات" شاكيا من محاولات غير مقبولة لإعادة كتابة التاريخ. وقال إن روسيا منفتحة على الحوار بشأن أمن العالم. وزاد بوتين الإنفاق العسكري بدرجة كبيرة على مدى 18 عاما هيمن خلالها على السياسة الروسية ومنح الجيش نفوذا كبيرا في صنع السياسات ونشر القوات الروسية في أوكرانياوسوريا وأشعل التوترات مع الغرب. وتضمنت الأسلحة الروسية التي جرى استعراضها في الميدان الأحمر اليوم المنصة المتحركة لإطلاق الصواريخ النووية العابرة للقارات (يارس) وكذلك قاذفات صواريخ باليستية من طراز (إسكندر-إم) ونظام الدفاع الجوي الصاروخي المتقدم (إس-400) الذي نشرته موسكو في سوريا لحماية قواتها. 'صاروخ لا يقهر' كان الإعلان لأول مرة عن وجود الصاروخ كينجال (الخنجر)، الأسرع من الصوت ويمكن حمله على متن مقاتلة (ميج-31 كيه)، إحدى الخطوات الترويجية للأسلحة الروسية على المستوى العالمي. وكشف بوتين وجود كينجال في مارس آذار ضمن مجموعة من الأنظمة الصاروخية التي وصفها بأنها لا تقهر وبإمكانها تجاوز أي خطوط دفاعية للأعداء. وقالت وسائل إعلام روسية إن بإمكان صواريخ كينجال ضرب أهداف يصل بعدها إلى 2000 كيلومتر وهي تحمل رؤوسا نووية أو تقليدية مضيفة أن الصواريخ جرى نشرها بالفعل في المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا. وشاركت في العرض العسكري للمرة الأولى أكثر طرازات المقاتلة الشبح (إس.يو-57) تقدما وهي من الجيل الخامس وجرى تجربتها في سوريا كما شاركت مركبة الاستطلاع (أوران-9) المدرعة ذاتية القيادة والتي بإمكانها دعم فرق المشاة العسكرية. وبدت المركبة المزودة بمدفع آلي عيار 30 ملليمترا وسلاح آلي آخر وصواريخ مضادة للدبابات وقاذفة صواريخ وكأنها مستعدة للمشاركة في مشهد لفيلم سينمائي من الخيال العلمي. كما شاركت في العرض مركبة (أوران-6) ذاتية القيادة المخصصة لإزالة الألغام إضافة إلى أحدث الطائرات الروسية بدون طيار ومركبة ثالثة مدرعة مصممة لدعم الدبابات في ميادين المعارك اسمها (ذا ترمينيتور). والعرض العسكري في الميدان الأحمر أحد عدد من العروض التي تقام في 28 مدينة روسية اليوم الأربعاء بمشاركة 55 ألفا من الجنود و1200 من أنظمة التسليح و150 طائرة حربية.