تعرّض منجم يتم استغلاله لاستخراج المعادن "البارتين" بأحد الجبال الواقعة بضواحي جماعة النقوب بإقليم زاكورة، بعد زوال اليوم الاثنين، لانهيار جزئي في وقت كان يوجد بداخله ثلاثة عمال؛ وهو ما أدى إلى مقتل شاب، وفقدان آخر، فيما نجا الثالث من الموت. حادث الانهيار استنفر جميع السلطات الأمنية وعناصر الوقاية المدنية، التي تمكنت من استخراج جثة أحد الضحايا المسمى قيد حياته "ح. س"، ويبلغ من العمر حوالي 18 سنة، بعد ساعات من العمل وأشغال الحفر، فيما البحث لا يزال جاريا للعثور على جثة الضحية الثانية القاصر والمسمى " ق. م"، المزداد سنة 2002. وفي الوقت الذي نقلت فيه جثة الضحية الأول إلى المركز الصحي الجماعي بالنقوب ما زالت الأشغال جارية إلى حدود كتابة هذه الأسطر بحثا عن جثة الضحية الثانية في أسفل المنجم؛ فيما حل مسؤولو وزارة الطاقة والمعادن والقائد الإقليمي للوقاية المدنية ورئيس دائرة أكدز بعين المكان، لتتبع أشغال البحث عن قرب. جريدة هسبريس استقت، خلال وجودها بمكان الحادث، آراء بعض أقارب الضحايا، الذين أكدوا أن أبناءهم كانوا يعملون لصالح إحدى الشركات التي تستغل المنجم المذكور في استخراج المعادن، مشيرين إلى أن العامل الثالث الذي نجا من الموت هو من أخبرهم بانهيار المنجم على أبنائهم، موضحين "أن أبناءهم يمكن اعتبارهم ضحايا لقمة العيش". وعبّر عدد من الشباب المرابطين بمكان الحادث عن استنكارهم لما سموها ب"التصرفات اللاقانونية التي يتم اللجوء إليها من طرف أصحاب الشركات المستغلة لمناج المعادن، من خلال تشغيل الأطفال القاصرين بأجور زهيدة"، مشددين على "أن على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها القانونية في هذه الواقعة، وأن تضرب بيد من حديد كل من يشغل القاصرين"، وفق تعبيرهم. في المقابل، أكد مصدر مسؤول، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس، أن "عامل إقليم زاكورة بالنيابة قام بعقد اجتماع عاجل مع رؤساء المصالح الأمنية الإقليمية من أجل تدارس الحادث"، مشيرا إلى "أنه قام باستدعاء المدير الإقليمي لوزارة الطاقة والمعادن من أجل تقديم تقرير مفصل حول هذه المناجم". وأضاف المتحدث ذاته أن "المسؤول الإقليمي، وبتنسيق مع وزارة الداخلية، أعطى تعليماته إلى السلطات الأمنية المعنية من أجل فتح تحقيق نزيه في القضية، واتخاذ الإجراءات القانونية في حق كل من ثبت فيه الإخلال بواجبه، سواء من صاحب الشركة أو الإدارات"، موضحا "أن القانون سيأخذ مجراه، وسينال كل واحد جزاءه الذي يستحقه"، وفق تعبيره.