بعد الخرجة المُبْهَمَةِ لمنصور العتيبي، السفير الممثل لدولة الكويت داخل مجلس الأمن، خلال جلسة الجمعة الماضية، المخصصة للتداول في قضية الصحراء، والتي أكد فيها على "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، سارعت وزارة الخارجية الكويتية إلى التأكيد على التزام دولة الكويت بموقفها الثابت والمبدئي بوحدة التراب المغربي وأهمية حل النزاع في الصحراء في إطار السيادة المغربية. وأوردت الخارجية الكويتية أن "الموقف الكويتي لم ولن يتغير تجاه هذه المسألة وأن مسمى الصحراء المغربية هو المعتمد في الخطاب السياسي للسياسة الخارجية الكويتية"، مسجلا "تأييد دولة الكويت للقرار 2414، الذي صدر يوم الجمعة الماضي عن مجلس الأمن الدولي. موقف السفير، الذي بَدَّدَهُ بلاغ وزارة الخارجية الكويتية، كان قد لاقى رواجا كبيرا لدى الآلة الدعائية لجبهة البوليساريو، التي رحبت بالقرار معتبرة إياه نصرا دبلوماسيا وسابقة تُحْسَبُ لدولة الكويت التي خرجت من الصمت الذي طالما طبع الموقف العربي عامة من الصحراء، على حد تعبيرها. ويرى العديد من المراقبين أن التصريح الكويتي لا يَحْمِلُ في طياته أية دعوةٍ مناوئة للمغرب، مشيدين بالدبلوماسية المغربية التي تجاوزت في السنوات الأخيرة عقدة المصطلحات من قبيل تقرير المصير، التي تعني الانفصال والانضمام في الآن ذاته. كما أن مفهوم الصحراء الغربية أصبح تقنيا ولا يشير إلى الاعتراف بكيان سياسي جنوب المغرب؛ بل أصبح عبارة تتداول على المستوى الدولي والأكاديمي، في علاقة الصحراء بالأجانب الذين لا يضبطون جغرافية المنطقة بشكل دقيق. وفي السياق ذاته، يرى سعيد الصديقي، الخبير في القانون والعلاقات الدولية، أن العلاقات المغربية الكويتية كانت على مدار التاريخ جيدة، إذ إن الكويت لم تُعَبِرْ يوما عن موقف ضد المغرب. كما أن المملكة كانت من بين الدول العربية السباقة إلى انتقاد اجتياح صدام حسين للكويت، وإرسال جنودها إليها من أجل الدفاع عن حوزتها. وأضاف سعيد الصديقي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الكويت لا تملك أي مصالح متناقضة مع المغرب على المستويين الاقتصادي والسياسي، نافيا أن يكون هناك تضاد بين كلمة السفير وبلاغ وزارة الخارجية الكويتية،؛ لأن العبارات المتداولة داخل مجلس الأمن ونظيرتها من المراسلات الرسمية بين الدول فيما بينها، تختلف بشكل كبير". واستبعد الخبير في القانون والعلاقات الدولية أن تكون هناك اتصالات بين قيادات الدولتين لتبديد سوء الفهم، معتبرا أن الخارجية الكويتية تفاعلت فقط مع الجدل الإعلامي الذي أثاره تصريح السفير داخل المغرب، من أجل توضيح الموقف ورفع اللبس الحاصل. وسجل المتحدث أنه لا علاقة لأزمة الخليج الجارية حاليا بقضية الصحراء المغربية؛ لأن الكويت ليست طرفا مباشرا في الأزمة، لذلك فمن البعيد أن تُسْتَعْمَلَ الصحراء كورقة ضغط ضد المغرب، مشددا على أن مَرَّدَ الإثارة الحاصلة بخصوص التصريح هو ضُعْفُ مُحَامِيي الصحراء المغربية على المستوى الإعلامي، حيث إن ردودهم متسرعة وعاطفية، ولا تقرأ تصريحات السياسيين الأجانب في سياقاتها الحقيقية.