حل اليوم الأربعاء بالجماعة الترابية بونعمان، نواحي إقليمتزنيت، مسؤولون عسكريون من الولاياتالمتحدة الأميركية والقوات المسلحة الملكية المغربية في زيارة إلى المستشفى العسكري الطبي الجراحي الذي أُحدث في إطار المناورات العسكرية بين الرباط وواشنطن المعروفة ب"الأسد الإفريقي". وكان ضمن الوفد رفيع المستوى الذي حل بعين المكان، كل من سمير اليزيدي، عامل إقليمتزنيت، وستيفاني مالي، القائمة بأعمال السفارة الأميركية بالرباط، والعميد الجنرال توماس فيشر، من الحرس الوطني الأميركي، واللواء مارك كاميرر، من القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا. وقد وَفَدَ عدد من سكان الجماعة الترابية بونعمان، ومن مختلف مناطق الإقليم، إلى عين المكان للاستفادة من خدمات المستشفى العسكري، الذي ضم عدداً من التخصصات الطبية، إضافة إلى توفره على صيدلية لمنح الدواء للمرضى. وقال الطبيب ليوتنون كولونيل عزيز الربيبي، الأخصائي في طب القلب بالمستشفى العسكري الطبي الجراحي الميداني ببونعمان، إن هذا المستشفى أُقيم بتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في إطار عمليات الأسد الإفريقي 2018. وأضاف الربيبي، في تصريح للصحافة، أن المستشفى العسكري يقدم جميع الخدمات الطبية والجراحية لساكنة الإقليم، مشيراً إلى أنه يضم طاقماً طبياً متعدد التخصصات من الولاياتالمتحدة الأميركية وجمهورية تونس، إضافة إلى أطباء من القوات المسلحة الملكية المغربية. وأوضح الطبيب العسكري ذاته أن هذا المستشفى يأتي في إطار التعاون المغربي الأميركي، ويقدم ما معدله 800 خدمة طبية يومياً، منها أكثر من عشر عمليات جراحية، ويضم تخصصات الطب العام، والطب الباطني والنفسي، وطب الأطفال، وطب الجلد والقلب، إضافة إلى التخصصات الجراحية، ومنها جراحة الأنف والأذن والحنجرة والعين، وكذلك الجراحة العامة، وجراحة الأحشاء، وطب الأسنان. من جهتها، قالت ستيفاني ميلي، القائمة بأعمال السفارة الأميركية بالرباط، إن هذا المستشفى العسكري يأتي في إطار مناورات الأسد الإفريقي، وهي أكبر عملية عسكرية للولايات المتحدة الأميركية في القارة الإفريقية، وتنظم بشكل سنوي بمشاركة دول عدة. وأشارت ميلي إلى أن عملية الأسد الإفريقي تتيح تبادل الخبرات والمهارات مع القوات المسلحة الملكية المغربية، ليكون الطرفان في مستوى جيد لمواجهة التحديات التي تعترضهما، وأضافت قائلة: "هذا المستشفى العسكري ليس فقط مثالا جيدا للتعاون بين البلدين، بل أيضاً فرصة لاكتشاف خبرة المغرب، فهو بلد كريم وهذا يتجلى من خلال المستشفى العسكري الذي أسسه في الأردن لاستقبال اللاجئين السوريين، حيث قدم في ظرف خمس سنوات خدمات لحوالي مليون شخص، وهذا عمل إنساني مهم". وأشارت العقيد شارلين دالتو، من القسم الطبي بالحرس الوطني بولاية يوتا الأميركية، في تصريح للصحافة، إلى أن هذا العمل المتمثل في المستشفى الميداني يتيح للولايات المتحدة الأميركية والمملكة المغربية التعلم وتبادل الخبرات، وشددت على أهمية تقديم هذه الخدمات الطبية لصالح الساكنة المحلية بإقليمتزنيت. يُذكَر عملية "الأسد الإفريقي" عبارة عن مناورات عسكرية مجَدْولة سنوياً، تهدف إلى تحسين التشغيل والفهم المتبادل لتكتيكات كل دولة وتقنياتها وإجراءاتها. وتقود قوات مشاة البحرية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا مناورات الأسد الأفريقي لسنة 2018، من 16 إلى 27 أبريل الجاري. وترعى القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا هذه العملية، وتشمل التدريب العسكري في أنشطة القيادة وأنشطة أكاديمية وتدريباً ميدانياً، وجميعها تُركز على مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة، فضلاً عن التدريب على الطيران ومهمة المساعدة المدنية الإنسانية وحوار كبار القادة. وتقوم وحدات مختلفة من سلاح مشاة البحرية الأمريكية والجيش الأمريكي والبحرية الأمريكية والقوات الجوية الأمريكية والحرس الوطني الجوي في يوتاه وكولورادو وجورجيا، والحرس الوطني لجيش ولاية يوتاه، واحتياطي مشاة البحرية الأمريكية، بإجراء تدريبات متعددة الأطراف مع وحدات من القوات المسلحة الملكية المغربية، إضافة إلى وحدات من بوركينا فاسو وكندا وتشاد ومصر وفرنسا وبريطانيا واليونان وإيطاليا ومالي وموريتانيا والسنغال وإسبانيا وتونس.