تناولت الصحف، الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة شرق أوروبا، قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها النقاش الحزبي الدائر حاليا في بولونيا حول اصلاح النظام السياسي، وتوتر العلاقات بين تركيا واليونان، والتحالفات المرتقبة في أفق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة لأوانها بتركيا، ونتائج الانتخابات الجهوية التي جرت الأحد الماضي في مدينة سالسبورغ النمساوية وقضايا طاقية روسية . ففي بولونيا، اعتبرت صحيفة "غازتيا برافنا" أن النقاش الحزبي الدائر حاليا في بولونيا حول "إصلاح النظام السياسي لا يفهم مغزاه ،خاصة وأن البلاد مقبلة على الانتخابات البلدية في الخريف القادم ، إلا ما كان من شأن الشق المتعلق بتوسيع الصلاحيات التدبيرية والتشريعية للجهات" . وأبرزت أن "إصلاح النظام السياسي يجب أن يرتبط بإصلاح الدستور ،الذي يسعى رئيس البلاد أندري دودا الى تنظيم استفتاء بشأنه ، كما أن مناقشة هذا الموضوع الهام والحساس ، يجب أن يمهد له توافق بين الأحزاب السياسية أولا ،وطرحه للنقاش المجتمعي ثانيا ،حتى يكون نقاشا عاما ،عوض حصره على حزب أو كتلة سياسية معينة ،لأن الحديث عن النظام السياسي هو أكبر من أن يتم تناوله من قبل نخبة سياسية محددة ،على اعتبار أن المجتمع ككل هو المعني بهذا التغيير ،وهو الذي يمكن أن يفصل فيه عبر الاستفتاء " . ورأت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أن "طرح حزب "المنبر المدني" المعارض لاستراتيجيته لتغيير النظام السياسي يجب أن يندرج في إطار النقاش العام الجاري حول إصلاح الدستور ،الذي للأغلبية الحكومية ،التي يقودها حزب "القانون والعدالة" ،رأيها الخاص بخصوصه ،ما يعني أن مكونات المشهد السياسي متفقة على ضرورة حصول تغيير في المجال السياسي وعمل المؤسسات الدستورية ". وأضافت أن "ما يتبين من طرح الحزبين الرئيسيين في بولونيا ،هو اتفاقهما المبدئي على إجراء اصلاحات سياسية ،حتى وإن اختلفت المسميات وطريقة تقديم المشروع السياسي الذي تتبناه ،إلا أن ما يعاب على الجانبين أنهما لم يحاولا الجلوس على طاولة النقاش لتقريب وجهات نظر ،ولما لا إعداد تصور مشترك يتجاوز المفاهيم الحزبية الضيقة ويمحو اعتبار المواقع التي يتواجد فيها الطرفان" . وفي نفس السياق ،كتبت صحيفة "فبوليتيسي" أنه "بغض النظر عن من كان السباق لطرح مطلب تغيير النظام السياسي ،المعارضة أو الأغلبية، المهم هو أن هناك اتفاق وسط المشهد الحزبي البولوني حول الحاجة الى اصلاح النظام السياسي ،لكن الأهم فيها هو ضرورة منح الجهات والأقاليم صلاحيات أعمق ،وتوسيع آفاق سياسة اللامركزية ،التي لم تصل بعد الى حجم طموحات وانشغالات المواطنين ومدبري الشأن العام في الجهات" . واعتبرت الصحيفة أنه "يجب منح الأولوية في تغيير النظام السياسي الى الجهات ،وليس مركزة القرار ،خاصة وأن التجربة في عدد من الدول الأوروبية المتقدمة أبانت أن توسيع صلاحيات الجهات شكلت الدعامة الأساسية لتطوير البناء الديموقراطي والتنمية . وفي اليونان تواصل الصحف تناولها للتوتر في العلاقات مع تركيا بعد مطالبة أنقرةأثينا بترحيل ثمانية جنود أتراك طلبوا اللجوء اليها عقب المحاولة الانقلابية ليوليوز 2016 في مقابل إطلاق سراح جنديين يونانيين دخلا الاراضي التركية عن طريق الخطأ أثناء عمليات مراقبة روتينية. صحيفة (تا نيا) كتبت ”بعد يوم من القبض على ضابطي الجيش اليوناني من قبل القوات التركية صرح المتحدث باسم الحكومة اليونانية أن إطلاق سراحهما مسألة أيام. لكن الأيام أصبحت أشهر. ثم كشف الرئيس التركي ، بشكل غير مباشر لكن واضح، أن اعتقالهما لم يكن حدثا غير متوقع، بل كان خطة متعمدة ، تهدف إلى تبادل الاثنين مع ثمانية ضباط أتراك يطلبون اللجوء في اليونان“. وأضافت الصحيفة ”في الواقع ، لم يقل الرئيس التركي شيئا لم نشك به، لكن كان ينبغي على الحكومة أن تكون أول من يشك في ذلك ، حتى قبل وقوع الحادث، كان ينبغي عليها أن تنبه الوحدات العسكرية إلى اتخاذ تدابير لتجنب مثل هذه الحوادث. والآن نرى النتائج“. ومضت قائلة ”وقعت الحكومة اليونانية في الفخ، وظهر قصورها ،الذي لا يمكن تصوره … والوقت يمر. والحكومة ملزمة ، أولا وقبل كل شيء ، بتقديم اعتذار“. صحيفة (كاثيمينيري) اليونانية ذكرت من جانبها أن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس استبعد ،يوم الاثنين ،إجراء أي مبادلة مع تركيا للجنديين متهما أنقرة بكونها ”أصبحت معرضة لخطر فقدان توجهها والابتعاد عن أهدافها الأوروبية". ونقلت عنه الصحيفة قوله ”لا يمكن أن تكون هناك مقايضة … ونرفض بشكل قاطع الشروط المسبقة غير المقبولة“ ،مضيفة أن تسيبراس رحب في المقابل بتصريحات أردوغان الأخيرة حول "الحاجة والأهمية التي تمثلها إقامة علاقات سلمية بين البلدين". وفي تركيا ذكرت صحيفة ( الحرية ديلي نيوز) أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، التقى بزعيم حزب السعادة، تمل قارامولا أوغلو، في إطار عقد تحالفات خوض سباق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة لأوانها ،التي ستجري في 24 يونيو المقبل. وأضافت الصحيفة أن قليجدار أوغلو، اعتبر ،في تصريحات للصحافيين ،أن اللقاء كان مثمرا، وأنهم متحمسون لرؤية التغيير صبيحة 25 يونيو ،مبرزا أن حزبه قدم الدعم ل ”الحزب الصالح " بزعامة ميرال أقشنار، وذلك "دفاعا عن الديمقراطية“. ووفقا للصحيفة فقد اتهم قليجدار أوغلو، حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، ببذل جهود خاصة للحيلولة دون مشاركة ”الحزب الصالح " في الانتخابات ،مشيرا الى أن حزبه يعارض وجود عتبة 10 بالمئة المطبقة في الانتخابات. صحيفة (كوم حريات) ذكرت أن حزب السعادة ،ذو التوجهات الإسلامية المحافظة ،فشل في الانتخابات السابقة في اجتياز العتبة الانتخابية الإلزامية من 10 في المائة من الأصوات لدخول البرلمان. وأضافت أن زعيم هذا الحزب رفض الإفصاح عما إذا كانت المعارضة سترشح للانتخابات الرئاسية الرئيس السابق عبد الله غول ، مؤسس حزب العدالة والتنمية الحاكم الى جانب أردوغان ،قبل أن يبتعد عن الحزب بعد انتهاء فترة رئاسته في عام 2014. وقالت الصحيفة إن الرد على هذا السؤال سيظهر في نهاية هذا الأسبوع. وفي النمسا، تطرقت صحيفة (سالسبورغر ناشريشتن) للفوز الكبير ،الذي حققه المحافظون (حزب الشعب الجمهوري) في الانتخابات الجهوية التي جرت الأحد في سالسبورغ (غرب البلاد) ، التي خاضها الحاكم المنتهية ولايته ولفريد هاسلاور (61 سنة)، فيما مني الاشتراكيون الديمقراطيون والخضر بهزيمة تاريخية، وسجلوا تراجعا مقارنة بالنتائج ،التي حققوها في الانتخابات الأخيرة التي جرت سنة 2013. وأوضحت الصحيفة، نقلا عن المسؤول المحلي للحزب السيد هاسلاور ، أن النتائج الأولية أسفرت، في انتظار فرز أصوات المقترعين بالمراسلة، عن حصول الحزب المحافظ على 8ر37 في المائة من الاصوات، أي بزيادة 8ر8 نقاط مقارنة بانتخابات 2013، عازيا هذا الفوز للكاريزما ،التي يتمتع بها المستشار الفيدرالي سيباستيان كورتز ،الذي يحظى بتقدير كبير من قبل ساكنة سالسبورغ. وأضافت الصحيفة أن حزب الشعب الجمهوري سيشرع في مفاوضات لتشكيل تحالف ثنائي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ،الذي حل ثانيا، أو ائتلاف ثلاثي مع حليفه السابق حزب الخضر والحزب الليبرالي (نيوس)، وقد يلجأ ايضا إلى سيناريو آخر بالتحالف مع حزب الحرية اليميني المتطرف، مشيرة إلى أن معدل المشاركة في هذه الانتخابات بلغ 9ر64 في المائة فقط، مقارنة ب 71 في المائة سنة 2013. من جهتها، ذكرت صحيفة (داي بريس) أن شرطة فيينا أعلنت الاثنين أنها توصلت مساء الأحد بتقارير تفيد بوجود أشعة ليزر موجهة نحو طائرتين، مما أثار حفيظة الطيارين اللذين كانا يعدان للهبوط بمدرج المطار الدولي لفيينا، مشيرة إلى أن دوريات الشرطة مدعومة بطائرة مروحية لم تتمكن من إلقاء القبض على مرتكبي هذا الفعل ،الذي يشكل خطرا على سلامة الطيران الجوي. وأشارت الصحيفة الى أن قلم الليزر، وهو جهاز يستخدم عادة أثناء إلقاء المحاضرات وفي علم الفلك، أصبح يستخدم الآن، في غير موضعه، للتشويش على الطائرات وفي ملاعب كرة القدم ورياضة الريجبي، مما دفع السلطات العمومية إلى أخذه على محمل الجد وتصنيفه كجريمة. وفي روسيا ، كتبت صحيفة (فيدوموستي) ، نقلا عن مصادر مطلعة، أن (غازبروم) أكبر شركة منتجة للغاز في روسيا، تخطط لبناء مصنع ضخم لمعالجة الغاز على بحر البلطيق بالتعاون مع شركة (روس غاز دوبيشا). وأضافت الصحيفة أن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع، الذي ينتظر أن تصل طاقته السنوية إلى 45 مليار متر مكعب من الغاز، تقدر بنحو 20 مليار دولار، مسجلة أنه في حال تنفيذ هذا المشروع الضخم، سيصبح ثاني أكبر مشروع للشركة من حيث النفقات الاستثمارية بعد مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي في سيبيريا. واعتبرت الصحيفة أن تطوير الإنتاج الكيميائي للنفط والغاز "أمر ضروري لتنويع الصادرات لكل من شركة غازبروم والاقتصاد الروسي بشكل عام"، مشيرة إلى أن هذا المشروع يتماشى مع التوجه العالمي الحالي الذي يرتكز بالأساس على تعزيز حصة البيتروكيماويات ضمن المشاريع الاستثمارية الكبرى. صحيفة (إر بي سي) أبرزت، من جهتها، نتائج استطلاع أجرته شركة الاستشارات العالمية (أديزيس) مؤخرا وأظهر بأن حوالي 90 في المائة من الشركات الروسية الكبرى ترى أن الحكومة "تسيطر بشكل متزايد على النشاط الاقتصادي للبلاد". وقالت الصحيفة إن جل المستطلعة آراؤهم أكدوا أن الحكومة "تحظى بحصة الأسد في النشاط الاقتصادي للبلاد، وأنهم لا يتوقعون إقدام الحكومة على إبرام صفقات خصخصة كبيرة في المستقبل"، مشيرة نقلا عن إحصائيات رسمية إلى أنه في عام 2015 كانت الحكومة تسيطر على حوالي 70 من اقتصاد البلاد ، مقابل 35 في المائة فقط في عام 2005.