قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور إن المدينة الواقعة بالقرب من مليلية، الخاضعة للسيطرة الإسبانية، تعرف تواجد مركزين غير قانونيين للاعتقال، تعمد السلطات إلى وضع المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء غير القانونيين فيهما. وقال عمر الناجي، رئيس فرع الجمعية بالناظور، في تصريح لهسبريس بمناسبة تقديم التقرير السنوي للهيئة ذاتها، إن السلطات المغربية تعمد إلى إيداع المهاجرين من دول جنوب الصحراء في المركزين المذكورين لمدة أيام قبل أن ترحلهم عبر حافلات إلى مدن جنوب المملكة. وأشار الناجي إلى أن "التوقيف الذي يتعرض له المهاجرون في هذين المركزين غير قانوني، لأنه خارج أي مراقبة قضائية"، مؤكداً أن المراكز غير القانونية للاحتجاز "حالة فريدة في المغرب وتنتهك بشكل كبير حقوق الإنسان". وحسب التقرير الخاص بسنة 2017 الذي قدمته الجمعية الحقوقية فإن "المهاجرين من دول جنوب الصحراء لا يتمتعون بحرية التنقل بشكل طبيعي في المدينة، عكس باقي المدن المغربية، إذ يمكن اعتقالهم في أي لحظة من قبل قوات الأمنية التي تترصد بهم بشكل دائم"، حسب التقرير. وبالإضافة إلى المطاردة اليومية، تحدث التقرير عن رفض جل طلبات التسوية القانونية للوضعية التي قدمها المهاجرون الأفارقة، والتي بلغت 260 طلباً، قال الناجي إن السلطات المكلفة بالبت لم تقبل أيا منها. وأشار الفاعل الحقوقي إلى أن "هذا دليل على أن السلطات تريد أن تجعلهم دائماً في وضعية غير قانونية، عكس ما تنهجه في المدن الأخرى". كما أورد التقرير أن عدد الحملات التي شنتها قوات الأمن على المخيمات التي أحدثها المهاجرون في الغابات بلغت 92 هجوماً السنة الماضية، بالإضافة إلى إحراق مآويهم واعتقال النساء الحوامل والأطفال رغم منع القوانين الوطنية والدولية لذلك. وتشير الجمعية في تقريرها إلى أن أعداد المهاجرين المتوجهين إلى مليلية ازدادت عكس ما تروجه السلطات المغربية والإسبانية، ورغم تحصين الحدود في مليلية من طرف السلطات الإسبانية. وقالت الجمعية إن هذا الارتفاع "راجع إلى اعتماد مرشحي الهجرة للطرق البحرية أو الاختباء داخل سيارات بشكل مؤدى عنه بمبالغ تتراوح بين 1000 و3000 أورو". وبسبب اعتماد هذه الطرق الجديدة في الوصول إلى التراب الخاضع للسيطرة الإسبانية كطريق نحو أوروبا، نبهت الجمعية إلى ارتفاع حالات الوفاة في صفوف المهاجرين، والتي بلغت 14 حالة سنة 2017 استقبلها مستشفى الناظور دون الحديث عن المفقودين وسط البحر. وحسب تقديرات الجمعية فإن عدد المهاجرين غير القانونيين المتواجدين في إقليمالناظور يتراوح ما بين 2000 و3000 مهاجر ومهاجرة من دول جنوب الصحراء، لجؤوا إلى الاستقرار في منطقة كوروغو الغابوية القريبة من مليلية بنصب خيام بلاستيكية في انتظار فرصة العبور. كما سجل التقرير ما اعتبره "خروقات متعلقة بالاعتقال السياسي" في الناظور، إذ تحدث عن اعتقال 60 مواطناً بسبب الحراك في الناظور والدريوش السنة الماضية، إضافة إلى منع الوقفات الاحتجاجية ومنع الجمعيات من الاستفادة من القاعات العمومية.