بعد استنفار الحكومة للبرلمان بمجلسيه وتعبئتها للأحزاب السياسية واطلاعها على آخر المستجدات المتعلقة بقضية الصحراء، يمر المغرب إلى مرحلة المرافعات الدولية من أجل تنبيه القوى الدولية إلى خطورة ما تقوم به جبهة البوليساريو الانفصالية فوق الأراضي المشمولة بنزع السلاح. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بدأ، اليوم الإثنين، جولة دبلوماسية تقوده إلى عدد من عواصم الدول الكبرى، تنطلق من باريس إلى واشنطن. ومن المرتقب أن يوجه المسؤول المغربي دعوة صريحة إلى إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من أجل أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، الذي يستعد لتقديم تقريره السنوي حول الصحراء أواخر شهر أبريل الجاري. وكان الموقف الأمريكي قد أثار خلال الأيام الماضية الكثير من التساؤلات، بعد الزيارة التي قام بها السفير الأمريكي بالجزائر إلى مخيمات تندوف، وتعيين جون بولتن "المتعاطف" مع طروحات جبهة البوليساريو مستشارا للأمن القومي، مقابل تجاهل تام لما تقوم به جبهة البوليساريو من تحركات خطيرة تغيّر الوضع الفعلي والتاريخي والقانوني لمناطق تيفاريتي وبير لحلو والمحبس. ويشمل التحرك الدبلوماسي في إطار العلاقات مع عدد من الدول، حليف المغرب الرئيسي بمجلس الأمن الدولي؛ إذ من المرتقب أن يلتقي بوريطة بمسؤولين كبار في فرنسا التي تحظى بعضوية دائمة في مجلس الأمن وسبق لها أن أشهرت "الفيتو" ضد قرارات معادية للمملكة، من ضمنها رفضها القاطع لتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. وأشارت مصادر هسبريس إلى أن "المغرب سيخير المنتظم الدولي بين أن يتحمل مسؤوليته كاملة إزاء التحركات التي تشكل تهديداً لأمن المنطقة بصفة عامة، أو أن تتحمل الرباط مسؤوليتها في الرد على الاستفزازات المتواصلة للتنظيم الانفصالي". وأكد ناصر بوريطة أن التحركات الدبلوماسية المغربية تم إطلاقها لإثارة انتباه المنتظم الدولي إلى خطورة الوضع، وقال في لقاء عُقد بالرباط إن "المغرب لن يقبل بأي شكل من الأشكال أن يترك هذه المناطق بين يدي منظمة عسكرية، وإذا لم تكن الأممالمتحدة قادرة على حماية المنطقة، فالرباط ستتكلف بالمهمة". في الصدد ذاته، وجه فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب سؤالاً آنياً إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بغية تحديد "الخطوات التي تم اتخاذها على الصعيدين الديبلوماسي والميداني للتصدي لهذه الاستفزازات بما يوقف، في المهد، أية محاولات لتغيير طبيعة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ويحقق مكتسبات جديدة في مسلسل تسوية هذا النزاع المفتعل". وطالب الفريق النيابي لحزب رئيس الحكومة بتوضيح ردود فعل المؤسسات والقوى الدولية المعنية بهذا الملف تجاه هذه الاستفزازات الخطيرة. ويبدو أن الوضع مرشح لمزيد من التصعيد؛ إذ باشرت جبهة البوليساريو، منذ أيام، الترويج لعزمها نقل ما يسمى ب"وزارة الدفاع الوطني" إلى منطقة بير لحلو، موردة أن هذه العملية ستدخل حيز التنفيذ خلال مدة قصيرة بعد استكمال كل الإجراءات وتوفير الإمكانيات المطلوبة. كما تروج الآلة الدعائية للتنظيم ذاته عزم "كبير الانفصاليين"، إبراهيم غالي، بناء مقر للجمهورية الوهمية بمنطقة تفاريتي.