بعد ستة أيام من العروض السينمائية والورشات التكوينية واللقاءات مع المهنيين، أسدل الستار، مساء أمس الأربعاء، على فعاليات الدورة السابعة عشرة من المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس. المهرجان المنظم من طرف مؤسسة "عائشة"، بشراكة مع المعهد الفرنسي بمكناس، عرف نجاحا كبيرا، بحسب منظميه، تمثّل أساسا في الأسماء الوازنة التي استقطبها، وفي حجم الجمهور الذي تابع فقراته. مدير المعهد الفرنسي بمكناس، آلان ليو، قال إن الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي لسينما التحريك حققت نجاحا باهرا، معبّرا عن شكره لجميع المهنيين الذين شاركوا في المهرجان وساهموا في تأطير ورشاته ولقاءاته. وبحسب الأرقام التي قدمها منظمو المهرجان، فقد بلغ العدد الإجمالي للمشاركين فيه، سواء الذين حضروا الورشات أو اللقاءات مع المهنيين والجمهور الذي حضر العروض، زهاء 30 ألف مشاركة ومشارك. وبلغ عدد الجمهور الذي تابع الأفلام التي عُرضت خلال المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس 12 ألف شخص، وحضر اللقاءات مع المهنيين ألفا شخص، فيما استفاد آلاف التلاميذ من عروض المهرجان في إطار الخرجات المدرسية. محمد بيوض، المدير الفني للمهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، اعتبر الدورة الأخيرة ناجحة بكل المقاييس بناء على ثلاثة عناصر أساسية؛ أوّلها حجم الجمهور الذي كان أكثر مقارنة مع الدورات السابقة. أما العنصر الثاني الذي قال بيوض إنه دليل على نجاح الدورة السابعة عشرة من المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، فهو استقطابه لأسماء وازنة في هذا المجال، مثل كارلوس سالدانا، وسوناو كاتابوتشي، وبريندا شابمان. هذه الأخيرة تم تكريمها في إطار تكريم المرأة التي احتفت بها الدورة الأخيرة من المهرجان، حيث تم الاحتفاء بعدد من النساء المبدعات في مجال سينما التحريك، من مخرجات وكاتبات سيناريو... وبلغ عدد التلاميذ والطلاب الذين استفادوا مِن ورشات صناعة سينما التحريك، التي أطرها مهنيون عالميون على مدى ستة أيام، 140 طالبة وطالبا، قدموا إلى مكناس من مختلف المدن المغربية. وبعد إسدال الستار على الدورة السابعة عشرة من المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، وهو الوحيد من نوعه المنظم في المغرب، يطمح المنظمون إلى توسيع دائرة المهرجان خلال الدورات القادمة. وقال محمد بيوض في هذا الصدد: "هذا المهرجان أصبح له جمهور واسع من كل الأعمار، ومن الآن نفكر في الدورة القادمة، ونطمح إلى أن نتوفق في إيجاد قاعات جديدة للعرض لكي يكبر المهرجان أكثر". وبخصوص واقع سينما التحريك في المغرب، قال محمد بيوض: "سينما التحريك تحتاج إلى تكوين، وإلى كتاب سيناريو، والاشتغال على الموروث الشفهي المغربي، كما تحتاج إلى قاعات سينمائية وإلى جمهور". وأضاف: "يجب تكوين الجمهور للتعود على الذهاب إلى القاعات السينمائية لمشاهدة إبداع سينما التحريك، وهذا يتطلب الاشتغال مع الأطفال والشباب، وهو ما سيثمر لنا جمهورا عاشقا لسينما التحريك".