يوم الجمعة القادم سيحتفل الناس بعيد الأضحى المبارك ، وقبل أن يبزغ فجر العيد سيكون آلاف من الموظفين الصغار وذوي الدخل المحدود قد وضعوا رقابهم وسط المشانق التي تنصبها شركات السلف مع اقتراب كل مناسبة . هكذا عندما يقطع هؤلاء الموظفون أعناق الأضاحي ، يبحثون عمن يفك أعناقهم من مشانق الكريدي إلى العيد القادم ، لتتكرر نفس اللعبة بنفس السيناريو ونفس التفاصيل ، وكأن هؤلاء الموظفين لا يستطيعون الاحتفال بالعيد دون أن يطرقوا أبواب وكالات القروض . وعندما نأتي لنحلل الأمور بقليل من المنطق والتفكير السليم سنكتشف أن قضاء عيد جميل بكل طقوسه وعاداته لا يقتضي بالضرورة المرور على وكالة للتسليف . هناك عمال بسطاء لا تتجاوز رواتبهم الشهرية الحد الأدنى للأجور ، ويعيلون أسرا بأفراد كثيرين ، ومع ذلك يستطيعون شراء الأضحية وكل مستلزمات العيد دون أن يأخذوا قرضا بنكيا . وفي مقابل هؤلاء نجد موظفين يتقاضون رواتب لا بأس بها ، وما أن تقترب مناسبة ما حتى يحجوا إلى وكالات القروض لتسليف ما يكفيهم من المال كي تمر المناسبة بسلام . كثير من الناس لا يعرفون كيف يتعاملون مع شؤون الحياة بشكل جيد ، هكذا يمكنك أن تجد في نفس الإدارة موظفين يشتغلان بنفس الراتب ، ويوجدان على نفس السلم ، ويعيشان ظروفا اجتماعية متشابهة ، لكنهما لا يقضيان العيد بشكل متشابه ، فقط لأن أحدهما يلجأ في كل عيد إلى أخذ قرض بنكي يكون عليه أداؤه بأقساط لمدة عام كامل ، بينما الثاني لا يفعل ذلك . ولكن علاش ؟ هناك أشخاص كثيرون لا يعرفون كيف يتصرفون في الرواتب التي يتلقونها على رأس كل شهر ، بمجرد أن تقع النقود في أيديهم حتى يبذرونها دون تفكير ، وفي أشياء تافهة يمكن الاستغناء عنها . صحيح أن ظروف العيش أصبحت عسيرة للغاية ، لكن بقليل من التنظيم يمكن أن تكون حياتنا أفضل ، وبقليل من التنظيم سيجد كثير من الناس أنه من الممكن جدا أن يقضي الإنسان العيد دون أخذ قرض من البنك. مافيها باس الواحد يدير شي صندوق صغير ويجلي الساروت ديالو باش ما يقدرش يفتحو ، ومرة مرة يلوح فيه شي بركة ديال الفلوس . مثلا المعلم الذي يتقاضى أربعة ألاف درهم شهريا ، يمكنه أن يأخذ مائتي درهم في كل شهر ويحتفظ بها في ذلك الصندوق ، وعندما يصل عيد الأضحى مثلا ، يجد نفسه قد وفر ما يكفيه من المال لكي تمر هذه المناسبة الدينية الجليلة على أحسن وجه . وكاينة واحد النقطة حتى هي مهمة بزاف ، وهي أن الواحد خاصو يعيش على قد حالو ، باش العيد يدوز بيخير وعلى خير ، يعني داكشي ديال جارنا شرا حولي بربعين ألف ريال حتى حنا خاصنا نشريو بحالو ولا احسن منو ، هادشي ما خصناش نديروه ، هذا لمن أراد أن يمر عيده دون أوجاع في الرأس . الوقت فعلا صعيبة ، ولكن مزيان الواحد يحزم السمطة ديالو شوية ، ويحاول يلقى الحلول المناسبة لجميع مشاكله مهما بلغت صعوبتها . والله يفرجها على الجميع ، وكل عيد وأنتم بألف خير وسلام . "" almassae.maktoobblog.com