كشفت مصادر مسؤولة عاملة في قطاع المال والأعمال بالمغرب أن تفويت مولاي حفيظ العلمي لشركاته العاملة في قطاع التأمين التابعة لمجموعة "ساهام"، لفائدة مجموعة "SANLAM" الجنوب إفريقية، تقف وراءه عوامل إستراتيجية تجمع بين المصالح العليا للمغرب في القارة الإفريقية والرغبة في التوفر على صندوق استثماري إفريقي قوي قادر على تمويل مشاريع اقتصادية كبرى. ووفق المعطيات التي توصلت بها هسبريس فإن مجموعة "سانلام" الجنوب الإفريقية تمكنت من إبرام صفقة حيازة مجموع أسهم "ساهام فينانس"، بعد دخولها في منافسة شرسة مع مجموعات استثمارية كبرى من اليابان وفرنسا على وجه الخصوص. وارتأى كبار مسؤولي مجموعة "ساهام" إبرام صفقة التفويت، التي قدم خلالها المتنافسون نفس قيمة الصفقة تقريبا، مع المجموعة التي يمتلكها الملياردير الجنوب إفريقي باتريك موتسوبي، والذي يعتبر من المقربين جدا من الرئيس الحالي لجنوب إفريقيا، وأحد أفراد أسرته الصغيرة. وستتيح الصفقة للمجموعة نفسها، التي بلغت قيمتها 1.05 مليار دولار، تعزيز حضورها في أسواق إفريقيا الغربية، مقابل تعزيز التعاون مع المغرب عبر مجموعة "ساهام"، التي ستكون ممثلة في المجلس الإداري لهذه المجموعة التي تبلغ القيمة الإجمالية لرأسمالها في البورصة نحو 16 مليار دولار. مولاي امحمد العلمي، المدير العام لمجموعة "ساهام"، أكد بدوره في مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم بمدينة الدارالبيضاء، لكشف بعض تفاصيل الصفقة، أن الأخيرة ستتيح لمجموعة "ساهام" التوفر على إمكانيات مالية ضخمة، إضافية إلى إنشاء صندوق استثماري إفريقي بمساهمين متعددين من المغرب وخارجه، سيساهم في تمويل المشاريع المبتكرة والمنتجة في مجموع القارة السمراء. وأوضح العلمي خلال الندوة الصحافية أن الصفقة سيتم الانتهاء منها وتفويت الأسهم خلال الفترة الممتدة ما بين يوليوز ونونبر القادمين؛ وذلك مباشرة بعد الحصول على كافة التراخيص. وأكد مولاي امحمد العلمي أن المفاوضات حول هذه الصفقة استلزمت شهورا من العمل وتبادل الآراء، قبل أن يستقر الأمر على اتخاذ قرار إستراتيجي بتفويت فروع التأمين التابعة ل"ساهام" لفائدة مجموعة "سانلام" بقيمة تزيد عن المليار دولار، سيتم تسليمها للمجوعة المغربية داخل التراب الوطني. وقال المتحدث: "أثبتت ساهام مرة أخرى قدرتها الفائقة على التعامل مع كبار المستثمرين والمؤسسات المالية العالمية، كالبنك الدولي وأبراج ووندل، والآن سانلام، وذلك في إطار السعي الحثيث للمجموعة المغربية للتحول إلى صندوق استثماري عبر استقطاب شركاء جدد والاستثمار في مهن مستقبلية".