شهدت مناطق سوس، خلال الأيام القليلة الماضية، تهاطل كميات مهمة من التساقطات المطرية أنعشت الآمال في موسم فلاحي جيد، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي على الفرشة المائية والمساهمة في ارتفاع حقينة سدود المنطقة وعودة الحياة إلى الطبيعة والمراعي، وإن كانت هذه التساقطات. جمعية بيزاج بأكادير الكبير أوردت، ضمن تقرير بمناسبة هذه التساقطات المطرية، أن الأخيرة فاقت المعدل السنوي بحوالي 35 في المائة، وأسهمت في إنعاش حقينة حوالي 11 سدا بجهة سوس ماسة، والتي تعدت نسبة الملء %100 بثلاثة سدود متوسطة، بكل من سد المختار السوسي وسد أهل سوس وسد ايمي الخنك، كما عرفت السدود الكبرى نسب ملء متفاوتة، كما يبلغ حجم الاحتياطيات بسدود سوس ماسة ما قدره 614.039 مليون متر مكعب؛ وهو ما سيُمكن من إحياء الآمال في الموارد المائية بالمنطقة، التي عرفت كذلك تساقطات ثلجية لم تشهدها جبال الأطلس الكبير والصغير منذ 1982، وهو ما يسهم بشكل كبير في إنعاش الفرشة المائية وتغذية العيون والآبار. وسجلت الجمعية البيئية، ضمن الوثيقة المشار إليها، "ضياع ملايين الأمتار المكعبة بالضفاف اليمنى لواد سوس ومنطقة إيموزار إداوتنان"، تُلح معه الجمعية على "ضرورة انجاز سدود تلية متوسطة الحجم والسعة على هذه الأودية، من أجل تنشيط الفرشة المائية وتوفير الماء للساكنة بالعالم القروي، وإنعاش الفلاحة والأنشطة المرتبطة بها، والحد بالتالي من هدر هذه المياه بعرض البحر". وأمام ما خلفته الأمطار الأخيرة بسوس من ارتياح كبير في القرى والحواضر، لما ستجنبه للساكنة من معاناة مع مياه السقي والشرب، نصح تقرير "بيزاج" الفلاحين والشركات الصناعية وعموم المواطنات والمواطنين ب"حسن استهلاك وتدبير هذه النعمة على مستوى الاستهلاك وعدم تبذيرها"، وهي التي ستُسهم كذلك في "تقليص الضغط على الماء فيما يخص ري المساحات الخضراء بالمدن، والحقول الفلاحية والضيعات، وهو أمر في غاية الأهمية من حيث الاستدامة". كما أوصت الوثيقة ذاتها ب"ضرورة التقيد والالتزام بسلوكات احترام نظافة البيئة والمكان، وتجنب تخريب وإتلاف هذه النعم، وحماية الغابات والمناظر الطبيعية التي تزخر بها سوس"، خلال فصل الربيع المقبل، الذي سيكون استثنائيا بكل المقاييس، وفقا ل"بيزاج".