تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، على نتائج زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر، والنتائج المرتقبة من زيارته اليوم إلى بريطانيا، وآفاق الحل السياسي للأزمة السورية في ظل التصعيد العسكري المتواصل، والوضع في اليمن، إضافة إلى مواضيع إقليمية ودولية أخرى. ففي مصر، توقفت صحف (الأهرام) و(الأخبار) و(الجمهورية) عند البيان المشترك الصادر في ختام زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة. وأشارت إلى أن مصر والمملكة العربية السعودية أكدتا في نص البيان على "ضرورة استئصال الإرهاب من جذوره، وهزيمة جميع تنظيماته بلا استثناء، وبشكل شامل ونهائي، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بأي صورة من الصور"، كما شددتا على "عزمهما التصدي لخطر التطرف والإرهاب، لما يشكله من تهديد للأمن والسلم في المنطقة وفي شتى أنحاء العالم" وأضافت أن الدولتان، عبرتا ايضا عن "التزامهما بالعمل على بلورة خطة طموحة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، وتعزيز القدرات العربية على مواجهة التهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي، والتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية". وفي موضوع آخر، قالت يومية (الأهرام) في عمود لأحد كتابها، إن العاصمة السعودية الرياض ستستضيف أواخر الشهر الحالي القمة العربية ال 29، مبرزة أن هذه القمة تأتي في وقت "تتقاذف فيه الابتلاءات العرب ذات اليمين وذات اليسار، وأيضا في وقت تحدق بالمنظومة العربية تحديات جسام تتربص بحياة البشر والعرض والأرض وبالهوية والقيم المجتمعية وبالمستقبل". وسجلت أن جميع الملفات الملتهبة المطروحة على أجندة قمة الرياض، "يكمن حلها في اتفاق القادة العرب على رؤية واحدة للتعامل معها بحلول واقعية تنقذ السفينة من الغرق". وفي السعودية، توقفت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها عند زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمصر وقالت إن "المحطة الأولى من الجولة التاريخية لولي العهد، حققت سلسلة من المكتسبات المشتركة، مشيرة إلى توقيع الجانبين عددا من الاتفاقات في مجالات متنوعة بلغت قيمتها 16 مليار دولار، من بينها إنشاء صندوق استثماري، وتشجيع الاستثمار في المجال السياحي، والتعاون المشترك في الحد من التلوث وحماية البيئة، وغيرها. وأبرزت الصحيفة "الأهمية الاستراتيجية التي توليها المملكة في التعاون مع مصر لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، من خلال التوافق البناء في الرؤى والمواقف بين البدين الكبيرين خصوصا في القضايا الرئيسية في المحيط العربي". وبخصوص زيارة ولي العهد السعودي إلى بريطانيا، المحطة الثانية في جولته الخارجية، أكد مقال في يومية (الجزيرة) أن هذه الزيارة تأتي في توقيت يشهد فيه البلدان "تحولا مهما، حيث تعيش بريطانيا مرحلة الخروج من الاتحاد الأوروبي، في حين تعيش المملكة العربية السعودية أجواء مرحلة انتقالية تتمثل في رؤية 2030 التي ستقفز بالحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى العالمية". واعتبر كاتب المقال، أن رؤية السعودية 2030 "جعلت الأهداف تقاس بالمعايير العالمية، وأصبح من السهل للمتابعين والمهتمين بالشأن الاقتصادي والتجاري السعودي استيعاب تطلعات المملكة وتمييز الفرص الاستثمارية حتى عام 2030 وما بعده"، فيما "يحتم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على لندن البحث عن شركاء مهمين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وهو ما يفسره توالي الزيارات رفيعة المستوى من المسوولين البريطانيين إلى المملكة، وفي مقدمتهم رئيسة الوزراء تريزا ماي". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) في مقال لاحد كتابها بعنوان "لماذا تستمر الحرب في سوريا ؟" أن مؤتمرات السلام عن سوريا، تعددت من أستانا إلى جنيف، وكذلك قرارات مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، لكن الحرب مستمرة، بعد دخول الحرب السورية عامها السابع. وأضافت الصحيفة ان هذه الحرب التي "كلفت الكثير، يمكن وصفها بالكارثة الإنسانية، دون أدنى مبالغة. فعدد القتلى الآن يقترب من نصف مليون في دولة يبلغ عدد سكانها نحو 30 مليونا، بينما لا نعرف بدقة عدد المصابين جسمانيا على الأقل، لأن عدد المعاقين نفسيا قد يقترب من عدد السكان الكلي، فنحو ثلاثة أرباع السكان الآن هم نازحون داخليا بعد تدمير منازلهم أو لاجئون إلى دول أخرى: فهناك 650 ألفا في الأردن، وثلاثة ملايين في تركيا، وأكثر من مليون في لبنان". وفي موضوع آخر اهتمت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها بالعلاقات السعودية المصرية، مبرزة في هذا الصدد أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمصر تعد "استثنائية من حيث مضامينها السياسية والاقتصادية وتداعياتها على مستقبل العلاقات المتطورة بين البلدين، ودورهما الإقليمي قي مواجهة متغيرات متسارعة تمس كل قضايا المنطقة والعالم العربي". وأضافت ان الزيارة " استثنائية أيضا في مسار النهج الجديد"، لولي العهد السعودي، بالانتقال بالمملكة من مرحلة إلى مرحلة جديدة "أكثر انفتاحا على العصر، في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية، إضافة إلى مقاربة شجاعة في تناول قضايا كانت من المحرمات لسنوات طويلة في ما يتعلق بشؤون دينية واجتماعية" ، معتبرة ،الزيارتين اللتين قام بهما إلى كل من شيخ الأزهر أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تشكلان أيضا "علامة مضيئة في هذه الزيارة تأكيدا على الانفتاح الديني والتسامح والتمسك بالوسطية في الإسلام". وفي قطر، كتبت صحيفة (الوطن)، في مقال بعنوان "سوريا وطريق الخروج المغلق"، أن من بين أسباب استفحال عقدة الأزمة السورية وهي تقترب من عامها السادس، ان الملف السوري، وبرغم تعدد اللاعبين وتنوع وتعارض مصالحهم، يوجد "برمته في اليد الروسية"، وإن كانت اشركت معها إيران وتركيا، فمن باب "ضرورات الجغرافيا السياسية" ولتقليص تكلفته الباهظة "سياسيا وعسكريا واقتصاديا"، ملاحظة أن موسكو لم تتمكن، وبالرغم من ذلك، من تلافي ثقل وطأته "في ظل غياب سياسة خروج مشرفة تضمن مصالحها المستقبلية"، خاصة وأن "تمسكها ببقاء بشار الأسد" يدخل عملية إعادة إعمار سوريا في طريق مسدود بسبب ربط الدول المرشحة للتبرع مشاركتها بتغيير النظام السياسي السوري. وأضاف كاتب المقال أن من بين الأسباب الأخرى لانغلاق هذا الملف فشل "ظاهرة المؤتمرات (...) انطلاقا من جنيف مرورا بالاستانة، وصولا إلى سوتشي" والتي أظهرت، برأيه، "غياب توافق على الحد الأدنى للحل السياسي"، و"ضاعفت من انقسام المعارضة السورية"، في وقت "أثبتت فيه لتلك المعارضة غياب إرادة سياسية للحل من قبل دولة راعية لتلك الجهود مثل روسيا، وغياب التأثيرات من دول أخرى سواء أوروبية أو الولاياتالمتحدة"، ناهيك عن "تباين الأولويات" بين اللاعبين الرئيسيين "روسيا وتركيا وإيران"، لافتا الى أنه وب"الرغم من الجدل غير المعلن رسميا فإن الظاهر أن كل الأطراف لا تمتلك سياسة خروج في سوريا، وأن الاستمرار في المستنقع السوري مكلف، وأن الحل يجب أن يبدأ من داخل سوريا". وفي سياق متصل، كتبت صحيفة (العرب)، في مقال بعنوان "من يجني ثمار الاشتباك في المنطقة؟"، أن "اللافت بالطبع أن كل ما دفع وي دفع من صفقات للقوى الكبرى لم يكن سوى محاولة لكسبها في الصراعات البينية" عربيا، وان نتائج ذلك لم تزد الوضع إلا تكهربا، لافتة الى أنه وبالرغم من أن السياسة تبقى بالفعل "مركبة ومعقدة، ومن يتحالفون هنا، يمكن أن يقتتلوا هناك، لكن ذلك ليس وحده ما يفسر المشهد الراهن" وان "جوهره يتعلق بلعب الآخرين على تناقضات المنطقة، والاستفادة منها إلى أبعد حد، وإن كانوا في مأزق أيضا، بسبب طبيعتها ورمالها المتحركة". واعتبر كاتب المقال ان "لا حل لهذا المسلسل من الجنون سوى في بعدين"؛ أولهما "تجاوز خلل الأولويات الراهن، وتسوية الأوضاع العربية، ولو في الحد الأدنى، وفي المقدمة الأزمة الخليجية"، وثانيهما "فتح حوار إقليمي بين قوى المنطقة الثلاثة (العرب، وتركيا، وإيران)، من أجل التوصل إلى قواسم مشتركة لما فيه مصلحة الشعوب، بعيدا عن أوهام القوة والتمدد"، محذرا، في هذا الصدد، من استمرار الوضع في ظل "حرص" وعمل الأطراف المستفيدة على "دوام حالة الشرذمة الراهنة". وفي الأردن، نشرت صحيفة (الرأي) مقالا بعنوان "المواجهة مع الروس قادمة!!"، أشار فيه كاتبه إلى أن هناك "إحساس"، بأن الصراع في سورية سيزداد تعقيدا، معتبرا أن تمادي الروس والإيرانيين كثيرا في المجازر التي يرتكبونها في الغوطة الشرقية وفي معظم المناطق السورية، دفع عددا من الدول الكبرى المعنية كالولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى ليس مجرد التفكير بل الإستعداد لعمل عسكري لوضع حد لكل هذه المجازر التي ترتكبها قواتهما في هذا البلد العربي. وقال كاتب المقال إن تمادي الروس في تدخلهم السافر في شؤون سورية الداخلية، معتمدين على التحالف مع إيران، قد أثار هذه الدول وجعل هناك تفكيرا جديا بعمل عسكري رادع يضع حد لهذا التمادي الذي تجاوز الحدود كلها "مما قد يؤدي إلى مواجهة شاملة قد تتحول إلى ما يقترب من حرب عالمية جديدة". والواضح، يضيف الكاتب، أن فلاديمير بوتين، لم يأخذ كل هذه الإتصالات لا بل وكل هذه الإستعدادات على محمل الجد، ولذلك فأغلب الظن أنه سيستمر بتحدي الأمريكيين والبريطانيين والألمان والفرنسيين، "فهو يشعر بأنه اليد العليا في هذه المنطقة، وأنه قادر على الإنتصار في الحسم إذا كان لا بد من الحسم والدليل هو مواصلته التغني بأسلحته الجديدة التي لا تضاهيها أسلحة!!". وفي مقال آخر، كتبت (الرأي) بعنوان "بارقة أمل لإنهاء أزمة الخليج"، أنه بعد توقف استمر بضعة شهور، استأنفت الكويت جهودها ومحاولاتها الحميدة لإنهاء الأزمة الخليجية، مشيرة إلى أن الرسائل التي أرسلها أمير دولة الكويت إلى قادة الدول الخليجية في الأيام القليلة الماضية، تشير إلى وجود بارقة أمل بإمكانية إيجاد حل من داخل البيت الخليجي لأزمة كان لها أصعب انعكاس على العلاقات بين دولها ليس فقط على الصعيد السياسي والاقتصادي ولكن على الصعيد الاجتماعي أيضا. ومن جانبها، كتبت صحيفة (السبيل) في مقال بعنوان "أمريكا تشعل فتيل الحرب التجارية"، أن رئيس منظمة التجارة العالمية، حذر من ركود عالمي ناجم عن السياسة الاقتصادية الجديدة التي تتبعها الفيدرالية الأمريكية، مشيرة إلى أن الحرب التجارية من ناحية عملية اندلعت ولم تعد مجرد فرضيات ونبوءات مستقبلية، حيث أن تداعياتها المباشرة بدأت بالظهور على أسواق المال والأسهم في الأسواق العالمية. وأضافت أن المناخ السياسي الدولي أصبح مليئا بالغيوم المتلبدة في سمائه، منذرا بحروب تجارية وصراعات عسكرية جديدة وبؤر ساخنة، مشيرة إلى أن زوابع وأعاصير تثيرها واشنطن في كل مكان في محاولة للدفاع عن مركزها المهتز في النظام الدولي بإجراءات تمتاز بالتهور المشوب بقدر من النزق والتشنج. وفي البحرين، أبرز مقال في صحيفة (الوطن) أن فرص الحياة في اليمن تتضاءل " في ظل انقلاب المتمردين الحوثيين على الشرعية"، معتبرة أنه لا تكاد تطلع شمس يوم جديد إلا وتظهر معها معضلات وأزمات مفتعلة، تحاول أن تسلب المواطن "المنهك"، ما تبقى من أمنه الاجتماعي. وأبرزت كاتبة مقال في الصحيفة تحت عنوان "اليمنيون يستعينون بالحطب لمواجهة أزمة الحوثيين بشأن الغاز" أنه خلال الأيام الماضية "شهدت العاصمة صنعاء ومعظم المدن الرازحة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية واحدة من أسوء الأزمات بفعل انعدام مادة الغاز المنزلي الذي شهد ارتفاعا جنونيا في أسعاره التي زادت بنحو 5 أضعاف في قيمته الحقيقية، ومن ثم اختفائه تماما من الأسواق ومحطات التعبئة"، مضيفة أن السكان بدؤا في البحث عن البدائل المتاحة لتعويض انعدام الغاز ، في الوقت الذي لا وجود لمؤشرات محتملة بحدوث انفراج وشيك في هذه الأزمة الاجتماعية المستفحلة. وفي موضوع آخر، تطرقت صحيفة (أخبار الخليج) إلى الوضع في سريلانكا بعد فرض الحكومة حالة الطوارئ على المستوى الوطني في أعقاب أعمال عنف ضد مسلمين أدت إلى مقتل شخصين على الأقل وإلحاق أضرار بعشرات المنازل والمساجد في منطقة سياحية. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة السيريلانكية أعلنت أن هذه الإجراءات الاستثنائية، التي تأتي بعد عجز الشرطة عن وقف أعمال العنف في كاندي، "ستؤدي إلى تدارك الوضع الأمني غير المرضي السائد في بعض أقسام البلاد"، مضيفا أنه "تم تعزيز الشرطة والقوات المسلحة بشكل مناسب للتعامل مع العناصر الإجرامية في المجتمع وإعادة الوضع إلى طبيعته بشكل عاجل". وبخصوص الوضع في شبه الجزيرة الكورية، أشارت يومية (البلاد) إلى أن الرئيس الأمريكي رونالد ترامب اعتبر أن ما أعلنته كوريا الشمالية حول احتمال فتح حوار مع الولاياتالمتحدة أمر "إيجابي جدا"، قبل أن يستدرك بالقول "إن كل الخيارات لا تزال مطروحة". واضافت الصحيفة أنه على الرغم من تأكيد ترامب أن "التصريحات التي صدرت من كوريا الشمالية إيجابية جدا"، إلا أن رئيس أجهزة الاستخبارات الأميركية دان كوتس، شكك في عروض الحوار التي اقترحتها كوريا الشمالية لحل أزمة شبه الجزيرة الكورية النووية.