بمجرد ولوج موقع الويب "اليوتيوب" تجدهن هناك ولمشاهدة أشرطة الفيديو الخاصة بهن، تكفي نقرة واحدة فقط. في كل مكان، تفرض نساء اليوتيوب أنفسهن حيث يحظين بمتتبعين على شبكة الإنترنت. مجتمع إناث حقيقي ذاع صيته، ليس فقط على يوتيوب، ولكن على كافة شبكات التواصل الاجتماعية الأخرى. نصائحهن حول الصحة والجمال ووصفات الأطباق وآخر مستجدات عالم الموضة، من بين أشياء أخرى، جعلهن في هذه المكانة. على الرغم من بروزهن تحت مسميات عديدة نساء اليوتيوب مدونات مرئية ومدونات يحتفظن بنفس المفهوم .. تنتشر هؤلاء النساء، بترددات مختلفة، أشرطة الفيديو الخاصة بهن. يدققن حتى في أصغر التفاصيل مع تعليقات جد موجهة لاستقطاب أكبر عدد مكن من المشاهدين والمشتركين. يحرصن على الظهور على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، من الفيسبوك وانستغرام وسناب شات، إلى تويتر ... ولكن هل يتعلق الأمر بظاهرة ؟ بالنسبة لعالمة الاجتماع والكاتبة سمية نعمان كسوس، الأمر كذلك. إنها "ظاهرة جديدة" مرتبطة بالأنترنت والتي تطورت في وقت قصير جدا". نساء أصبحن مراجع للتعلم، حسب كسوس، بالنسبة لمستعملي الشبكة العنكبوتية (نساء وفتيات). وبعبارة أخرى، فهؤلاء النساء يمثلن "الجيل الذي يخصص القنوات الجديدة للتكنولوجيا للحديث عن التجميل والطهي والأزياء وما إلى ذلك". من الناحية السوسيولوجية، ترى عالمة الاجتماع أن النساء بشكل عام والمراهقات على الخصوص، ينجذبن بسهولة لنساء اليوتيوب لكونهن يتقاسمن نفس المشترك المرتبط بعامل التواصل. وخلف هذا التقاسم، تضيف كسوس، "هناك أيضا هدف السمعة السيئة، لأنه يقاس من قبل عدد من المشتركين. في النهاية، إنها عملية تجارية تمكن من الاستفادة من الإشهار". بالنسبة لبشرى، شابة نشيطة جدا على شبكة الأنترنت، "فإن نساء اليوتيوب مستشارات وصديقات، وذلك بفضل عامل القرب الذي توفره الشبكات الاجتماعية". واعتبرت أن "أشرطة الفيديو الخاصة بهن مليئة بالنصائح والأفكار حول الأزياء ومستحضرات التجميل وفنون الطهي والثقافة. يقترحن كتبهن المفضلة وأحيانا خيبات أملهن. كما يستعرضن تجاربهن من أجل تشجيعنا على المغامرة واستكشاف ثقافات جديدة". وأوضحت الأستاذة كسوس، أن أشرطة الفيديو التي تنشرها نساء اليوتيوب مفيدة وعملية، بل مربحة، ذلك أن "تجارة اليوتيوب تعتبر استثمارا بدون رأسمال في أفق تحقيق استثمار يعود بالفائدة عل الشخص نفسه. وبعبارة أخرى، استثمار حقيقي". عامل الربحية التي تضاعف السعي لتحقيق الشهرة والاعتراف. فمن خلال أشرطة الفيديو هذه، فإن نساء اليوتيوب في بحث دائم عن الشهرة. يقتربن من أكبر عدد ممكن الجمهور لإبراز صورتهن وتحقيق ذواتهن. طموح مشروع، بشرط أن تكسب ثقة الآخرين. وحسب عالمة الاجتماع، فإن المشكلة على قناة اليوتيوب "هي أنه ليس هناك دائما ثقة أو مصداقية من المصدر. وعموما، فإن النصائح التي نتقاسمها أحيانا لا تحقق الهدف ويمكن أن تؤدي إلى نتائج ضارة". وقالت إن "هذا المفهوم مثير جدا للاهتمام، إلا أنه يمكن استخدامه من قبل غير المتخصصين في هذا المجال ويمكن أن يكون مسيئا". ومع ذلك وبغض النظر عن تلك الحالات المتعلقة بعدم الثقة فإن نساء اليوتوب يواصلن بكل تاكيد طريقهن، ويرسمن مسارهن عبر أساليبهن الخاصة وإبداعاتهن مما يسمح لهن بتأكيد حضورهن على موقع التواصل الاجتماعي. *و.م.ع