رغم مرور سبع سنوات على حركة 20 فبراير التي شكلت الشرارة الأولى لانطلاق أقوى حراك شعبي في تاريخ المغرب الحديث، فإن الوجوه اليسارية والحقوقية نفسها التي تراهن في كل سنة على عودة الوهج للحركة أبت إلا أن تخرج، عشية اليوم الثلاثاء بالعاصمة الرباط، لإحياء الذكرى السابعة ولو بوقفة رمزية تحمل الشعارات والمواقف ذاتها رغم تغير الزمان والمكان. الوقفة الاحتجاجية التي غابت عنها جماعة "العدل والإحسان"، بعدما قررت سابقاً الانسحاب من "تنسيقيات الحركة"، رفعت شعارات تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد وكشف المتورطين في نهب خيرات وثروات المغاربة، وشعارات أخرى تندد بضرب القدرة الشرائية للمواطنين. وطالب النشطاء أنفسهم بإطلاق سراح كافة معتقلي الحركات الشعبية المختلفة، وفي مقدمتهم معتقلو حراك الريف، ووقف كافة المتابعات والمضايقات والمحاكمات، ونددوا باستهداف الحكومة لمجانية التعليم والتوظيف عبر تكريس التعاقد في المناصب العمومية. فؤاد عبد المومني، ناشط حقوقي اليساري، قال إنه خرج لإحياء ذكرى 20 فبراير لأنها "تمثل توق المجتمع المغربي إلى دولة الحق والقانون ومجتمع العدل السلم، والقضاء على جميع مظاهر المخزن والمافيات والقضاء التابع والموجه والإدارة الهجينة والتملك والتسلط على العباد". وأضاف عبد المومني، في تصريح لهسبريس، أن "المغرب لا يمكنه أن يعود إلى الدولة التي كان الراحل الحسن الثاني يحلم بها بمنطق ملك مطلق وشعب منفذ وجاهل"، وأضاف أن "الواقع تغير، والدولة مطالبة بالاستجابة إلى مطالب المواطنين والكف عن احتكار الثروات والتحكم في القرارات لصالح المافيات"، بتعبيره. من جانبه، يرى "شيخ الحقوقيين" عبد الرحمان بنعمرو أن ذكرى بروز حركة 20 فبراير مناسبة لتقييم الذات والوقوف على الأخطاء التي ارتكبتها الحركة، وقال إن "مؤامرات كثيرة حيكت ضد الحركة وتسببت في إضعافها وخفوت بريقها". واعتبر القيادي اليساري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "محطة 20 فبراير كانت فرصة تاريخية لفرز المناضل الحقيقي الصامد في مواقفه، والخائن الذي سرعان ما خذل الحراك وتآمر عليه". من جانبه، اعتبر الحزب الاشتراكي الموحد أن "ما حققته حركة 20 فبراير في جوهر العلاقات السياسية بين الدولة والمجتمع كبير وعميق، وفي مقدمته أن جدران الخوف والتخويف قد انهارت، وأن أصوات الشعب المطالبة بحقوقها ما فتئت ترتفع، علما أن كافة الحكومات التي تأسست بعد حركة 20 فبراير، وهي بريئة منها، لم ترق أبدا إلى تطلعاتها". وأكد "رفاق منيب"، في بلاغ بالمناسبة، أن "توالد الحراكات الشعبية دليل على أن الوعي يتنامى، وأن منسوب العجز في تقديم الخدمات الاجتماعية ما زال كبيرا"، وقالوا إن "نشطاء الحركة توفروا على قدر كبير من المهارة والإبداع النضالي في الشارع، وساهمت أنشطتهم في توسيع دائرة التسييس والوعي بشرعية الاحتجاج".