بعد ما يقارب السنة من فشل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في إقناع مكونات الائتلاف الحكومي بالتوقيع على ميثاق الأغلبية، كشف نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن يوم غد الاثنين سيكون موعدا للمصادقة الرسمية على الوثيقة. وكان التعثر والتأجيل السمتين الأساسيتين، اللتين لازمتا توقيع ميثاق الأغلبية الحكومية، منذ الإعلان عن تشكيل حكومة سعد الدين العثماني، بعد الإبعاد الملكي الذي طال عبد الإله بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة منتصف مارس المنصرم. وكان هذا الأخير حجرة عثرة أمام التوقيع على الوثيقة نظرا لعدم التزامه بحضور لقاءات الائتلاف حين كان أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية. وقال بنعبد الله، في اجتماع اللجنة الإدارية لحزبه، السبت بالرباط، إن المصادقة على ميثاق الأغلبية والاتفاق على موعد لذلك "مر بمرحلة عصيبة ولا أتمنى أن يتم تأجيله هذه المرة أيضا"، مضيفا أن "من الجميل توقيع ميثاق الأغلبية، كما كان الشأن في حكومة عبد الإله بنكيران السابقة". وأوضح زعيم "الكتاب" أن الميثاق من شأنه أن يتضمن "المبادئ والمنطلقات والأهداف الأساسية المنبثقة من الدستور، ويرصد طبيعة العلاقات بين مكونات الأغلبية"، مؤكدا على ضرورة أن تكون الوثيقة "قوية في تصوراتها وواضحة من ناحية الهياكل والآليات الواجب اتباعها". فيما أوضح القيادي في التقدم والاشتراكية ووزير الاتصال الأسبق، خالد الناصري، في تصريح لهسبريس، أن وظيفة ميثاق الأغلبية، الذي ستتم المصادقة عليه يوم غد الاثنين بالرباط، "هي تأطير عمل ومرجعية اشتغال الحكومة خلال فترتها الحالية". وأضاف الناصري أن الميثاق يحمل في طياته "قيمة معنوية وأخلاقية وسياسية كبيرة لدى كل الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي"، كاشفا أن محتوى هذه الوثيقة هو جيد، "ونتمنى أن تكون الممارسة هي أيضا جيدة، وأرجو أن تلتزم جميع مكونات الأغلبية ببنودها"، وفق تعبيره.