يشكو سكان دواوير "لبتورية" و"فورو" و"أصبان" و"اكسيمة"، بجماعة سيدي غيات في إقليمالحوز، من حفر مطامير وإقامة صهاريج لتصريف النفايات السائلة الخاصة بتجزئة سكنية لشركة عقارية؛ ما يشكل تهديدا لهم ولمحيطهم البيئي. وقال مصطفى الزيار عن جمعية الفرح للتنمية بدوار أصبان، في تصريح لهسبريس، إن "هذه الحفر الخاصة بالمياه العادمة، التي بلغ عمقها 32 مترا، تهدد بشكل مباشر الفرشة المائية بكل المناطق المجاورة، لأن مياه الصرفي الصحي ستختلط مباشرة بالمياه الجوفية التي لا يتعدى عمقها 34 مترا، والتي يستغلها سكان هذه الدواوير لجلب مياه الشرب وسقي المزروعات، ويستعملونها في كافة الأنشطة اليومية التي يقومون بها". وأورد المتحدث نفسه أن "إحداث هذه المطامير الخاصة بالصرف الصحي سينعكس سلبا على صحة المواطنين ويهدد سلامة المواشي والأراضي الفلاحية التي تعتمد على مياه الآبار، كما يشكل مصدرا للحشرات الناقلة للأمراض والروائح الكريهة"، مشيرا إلى أن "المتضررين نظموا شكلا احتجاجيا قبل سنة؛ ما أدى توقيف أشغال هذا المشروع الخطير، لكن فوجئنا خلال الأيام الأخيرة بعودة أشغال حفر جديدة". بولموان محمد، أحد المتضررين من دوار فورو، أكد من جهته ما جاء على لسان الزيار، مشيرا إلى عدم قيام الجهات المعنية بفتح بحث عمومي حول الأضرار المحتملة للمشروع على البيئة، وفق المساطر القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات، موردا أن "المسؤولين يلجؤون إلى حيلة أن هذه المطمورة مؤقتة، لكن السكان يرفضون ذلك لما له من خطورة على الإنسان والبيئة". وأفاد بولموان بأن جمعيات المجتمع المدني بالدواوير سابقة الذكر وجهت شكايات ومراسلات عدة إلى كل من السلطة المحلية والمؤسسات المنتخبة من أجل التدخل ورفع هذا الضرر، وطالب من خلال هسبريس الجهات المعنية ب"التدخل العاجل لإعادة النظر في مكان توطين هذه الصهاريج". في المقابل أوضح عبد الجليل بونيت، النائب الأول لرئيس جماعة سيدي غياث، في تصريح لهسبريس أن "الترخيص الذي يهم تجهيز الشطر الأول من تجزئة سكنية تضم بين 90 و100 مسكن، تم في احترام تام للقانون"؛ وذلك بعد "حصول الشركة العقارية على موافقة إدارة الحوض المائي لإحداث محطة مصغرة للمعالجة، بمواصفات بيئة تتماشى والمعايير المعمول بها". وزاد هذا المسؤول المنتخب أن الدواوير المشتكية لا خوف عليها من هذه المحطة، وأن الترخيص المذكور يهم أربعة هكتارات فقط من الشطر الأول، مؤكدا أن "الشركة العقارية المعنية ستدبر هذه المحطة بشكل مؤقت، إلى حين تجهيز جماعة سيدي غيات بقنوات الصرف الصحي، الذي سيكون في القريب العاجل"، وفق تعبيره.