في موعد دولي متميز، التأم عدد من مهنيي قطاع البصريات في المملكة، في مناظرة دولية نظمتها النقابة المهنية الوطنية للمبصاريين المغاربة، اليوم السبت بالرباط، تحت شعار "مهنة البصريات بين التشريع والممارسة"، وهمت الوضعية التشريعية لمهنة المبصاري بالبلاد. هشام الشركي، رئيس النقابة المهنية الوطنية للمبصاريين المغاربة، قال في افتتاح المناظرة إن مهنة المبصاريين بالمغرب منظمة منذ 63 سنة بمقتضى ظهير شريف، مضيفا أن وزارة الصحة اقترحت عام 2013 مشروع قانون لتعويضه، وأنه الآن في التداول داخل الغرفة الثانية، "لكنه مشروع قانون تشوبه اختلالات". ويقول الشركي، الذي أوضح أن المقترح المذكور "لا يمنح النظاراتي حقه في ممارسة مهنته وفق ظروف جيدة، بل لا يمنحه المكتسبات التي كانت له في ظهير 1954"، لإن النقابة المهنية الوطنية للمبصاريين المغاربة عكفت في هذا الصدد على إخراج مخطط استعجالي "يحث ضمن بنوده على تنظيم مناظرة دولية قصد مقارنة القانون المغربي بباقي التجارب الدولية". "لقد اكتشفنا أن عددا من الدول العربية، كالأردن والسودان، تتوفر على قوانين متقدمة وترقى بمستوى الممارسة الجيدة لمهنة النظاراتيين والمبصاريين"، يقول هشام الشركي ضمن تصريح لهسبريس، مضيفا أن "هناك توصيات أعقبت المنارة الدولية سنرفعها إلى الغرفة الثانية من أجل تعديل مشروع القانون، ونطرح خلالها عددا من التجارب الدولية". وأوضح أن الترافع عن مكتسبات المهنة "يخدم في الأخير صحة أعين المغاربة". وعكف المشاركون في المناظرة الدولية على إحاطة الظهير 1954 المنظم للمهنة بقراءات وتعقيبات مختلفة، وطرح التعديلات المقترحة على مشروع القانون 13-45، مع طرح طريقة الترخيص للنظاراتي من خلال وجهة نظر الأمانة العامة للحكومة، إلى جانب قراءة في القوانين الدولية للمهنة من خلال طرح تجارب في الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا. وشدد يونس دودين، رئيس مجلس البصريات في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على ضرورة التعليم كأولوية في المرحلة الراهنة من أجل الرقي بمهنة البصريات، مضيفا: "نحن الآن نضع بصمتنا لنشاهد البذرة تنمو مع الأجيال القادمة، فكل المجهودات التي نبذلها من برامج تعليمية أو مهنية أو مؤتمرات ولقاءات ووضع قواعد وأسس المهنة هي للأجيال التي ستأتي". وأضاف دودين أن مهنة المبصاري أصبحت مهنة متطورة في المنطقة، مثل باقي المهن في عدد من بلدان العالم، مشيرا إلى أن "الجيل الحاضر له كل الاحترام لأنه عانى الكثير من أجل تطوير هذه المهنة". وأكد أن الاستعدادات الحالية منصبة كلها على التعليم، إذ قال: "ينبغي التركيز على البرامج التعليمية، وعلى المستوى الأدنى للتكوين، الذي نرى أنه يتحدد في دراسة أربع سنوات في تخصص البصريات". وبعد استعراضه تجارب دول أخرى في مجال تدريس البصريات في الجامعة، قال رئيس مجلس البصريات في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن هناك دولا أخرى تعتمد أكثر من أربع سنوات في تدريس التخصص، مقترحا أن يتم اعتماد منطق التخصص في مجال مزاولة المهنة كمرحلة قادمة، موازاة مع التخصص المطروح في طب العيون. وأضاف أن "هذه الأحلام التي نطرحها مسموحة، وستتحقق في القريب".