علقت مجدداً شحنات مهمة من الطماطم المغربية في ميناء سان بطرسبرغ الروسي، بعد اكتشاف سلطات الأمن الصحي هناك حشرة سعفة الطماطم المضرة؛ والمسماة "حشرة التوتا ابسلوتا". وحسب ما نقلته صحف روسية فإن الأمر يتعلق بثلاث دفعات من الطماطم تصل كميتها إلى 93 طناً، وأنها ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها هذه الحشرة في إيقاف الطماطم الوافدة من المملكة في هذا الميناء. وتعتبر حشرة "التوتا ابسلوتا" واحدة من أكثر الحشرات الضارة التي تدمر نبتة الطماطم تحديداً، وتعتبر أمريكا الجنوبية موطنها الأصلي، من حيث انتقلت إلى مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط. وتؤثر سعفة الطماطم على أوراق الشجر، كما تصيب الطماطم، إذ يمكن أن تدمر ما بين 35 إلى 100 في المائة من المحصول، وتنتشر كثيراً في أمريكا الجنوبية وأوروبا وبعض الدول المتوسطية. ولجأت سلطات الميناء الروسي خلال إجرائها إلى عملية المراقبة الصحية والدراسات المختبرية لفحص بعض العينات، وتبين لها إثر ذلك وجود يرقات حية من سعفة الطماطم، لتقرر حجزها في الميناء ومنع دخولها. وقررت السلطات المعنية بمراقبة المنتجات المستوردة بميناء سانت بطرسبرغ عدم إرجاع البضائع إلى إفريقيا، مع موافقة أصحابها على تطهير الطماطم المعنية بالحشرة من اليرقات عن طريق التبخير. وقال أضرضور الحسين، عن الفدرالية المغربية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه بالمغرب، إن السلطات الروسية تتشدد كثيراً في ما يخص مراقبة المنتجات المستوردة، وفي حالة اكتشاف أدنى شيء تلجأ إلى المراقبة المتقدمة. وتخضع المنتجات المغربية الموجهة للتصدير لعملية المراقبة من طرف المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وأوضح أضرضور، في تصريح لهسبريس، أن "الوقاية ربما لم تكن بما فيه الكفاية هنا في المغرب، ويمكن أن يكون الأمر متعلقاً بحالة واحدة، وهو ما دفع سلطات روسيا إلى توقيف كل البضائع وإخضاعها للمراقبة، لأن نظام السلامة الصحية للمنتجات الغذائية في روسيا مشدد". وقال المتحدث إن ظهور هذه الحشرة في الطماطم المغربية يمكن أن يؤثر على الصادرات إلى روسيا، لكنه شدد على أن "مصالح المؤسسة المستقلة والمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجين يقومون بمجهود كبير في هذا الصدد في ما يخص الوقاية طيلة مسار الطماطم، بدءا بمحطات التلفيف ووصولاً إلى مرحلة المراقبة ثم التصدير". وأشار أضرضور إلى السلطات الروسية تشدد المراقبة بشكل كبير، وزاد: "إذا لاحظوا أقل شيء يوقفون الشحنة ويخضعونها لمراقبة متقدمة من أجل الحيلولة دون وصول هذه الحشرة المضرة إلى داخل البلاد، حفاظاً على سلامة المنتجات الغذائية". وحسب إفادات الحسين أضرضور فإن الحشرة الضارة ظهرت في المغرب قبل سنوات قليلة، في وقت كان الفلاحون المغاربة يعانون طيلة عقود من حشرة الذبابة البيضاء، وهو ما دفع المصالح المغربية المعنية إلى تشديد آليات الوقاية والمراقبة وتوعية الفلاحين المنتجين. جدير بالذكر أن الصادرات الفلاحية للمغرب نحو روسيا سجلت ارتفاعاً بنسبة 28 في المائة ما بين موسمي 2014-2015 و2016-2017، حيث تمثل المنتجات الفلاحية 97 في المائة من إجمالي الصادرات المغربية، بقيمة وصلت 1.8 مليارات درهم سنة 2016، وتأتي في الدرجة الأولى الطماطم والكليمنتين.