حركة دؤوبة تعرفها شوارع المدن المغربية، وإقبال كبير على الهدايا والحلويات، يتنافس على اقتنائها الزبائن قبل ساعات قليلة من استقبال العام الجديد. أرباح مضاعفة التحضيرات للعام الجديد أكست المحلات التجارية حلّة جميلة، تتشكل من تمازج ألوان الحلويات التقليدية والعصرية المتنوعة، إلى جانب قطع الشكولاتة ذات الأشكال المختلفة، بهدف جلب الزبائن، واغتنام فرصة تحقيق ربح أكبر. على طول الشوارع الكبرى للعاصمة الرباط، يتنافس أصحاب المحلات في تقديم أشكال مختلفة من أنواع الشكولاتة. خالد، مستخدم بإحدى المحلات، قال في حديث لهسبريس: "مع رأس كل سنة، نحرص على تقديم أفضل الأشكال والأنواع التي يتمّ تحضيرها بما يليق بأذواق الزبناء خلال الاحتفال بهذه المُناسبة". من جهتها، قالت زميلة له في العمل: "لا يُمكننا تفويت مناسبة من هذا النوع نظراً للإقبال المتزايد الذي تعرفه، والربح الذي نُحققه والذي يمكن أن يصل إلى مجموع أرباح السنة كاملة"، مضيفة أن الإقبال على الشوكولاتة للاحتفال بهذه المناسبة تختلف قيمته بين الأشخاص والمؤسسات. شوكولا للطبقة الراقية اختلاف أشكال وأحجام هذا المنتوج وعرضه في نقط سكنية ومتاجر راقية يثير الرهبة في نفس المستهلك ويستفز هاجس غلاء الأسعار لديه. منى/ موظفة عاشقة للشوكولاتة، استغربت ارتفاع أثمنة هذا المنتوج البني في هذه المناسبة، وقالت: "صحيح أنّني عاشقة لها، لكني أتفادى اقتناءها في هذه المناسبة نظراً لارتفاع أسعارها، وكأنها مخصصة للطبقة الراقية فقط، ولا يحق للموظف العادي الاقتراب منها". مريم، مسيرة محل لتسويق الشكولاتة بأگدال بالرباط، تحدثت عن صعوبة إقناع الزبائن بأن الأسعار في متناولهم، وبوجود منتوجات تلائم ميزانياتهم، مبرزة أن غلاء السعر رهين بارتفاع سعر زبدة الكاكاو، وكلفة اليد العاملة التي تتفنن في تقديم أشكال مختلفة من أنواعها الشوكولاتة. بينما أبرز أحد الزبائن أنّ الشكولاتة تُعد أحد أكثر أنواع الهدايا المُستحبة في هذه المناسبة لتقديم التهاني للأصدقاء والأحباب بقدوم العام الجديد، إلى جانب هدايا أخرى خاصة بالأطفال. إقبال ضعيف غير بعيد عن محلات الشكولاتة، استغنى أحد المحلات المشهورة ببيع الأثاث وأواني المطبخ عن بضاعته ووضع محلها أشجار "كريسماس" مزينة بالأضواء والنجوم الملونة، إلى جانب الشموع وهدايا الأطفال، مُستغلا حرص بعض العائلات المغربية على التمسك ببعض العادات في مثل هذه المناسبة. عماد، بائع بهذا المحل لأربع سنوات، أكّد أن الإقبال على مُستلزمات أعياد رأس السنة يعرف ركوداً هذا العام مقارنة مع العام الماضي، معللا ذلك ب"توالي المناسبات والأعياد، وارتفاع مستوى المعيشة لدى المواطن المغربي". في مُقابل ذلك، أوضح أنّ مُستلزمات الاحتفال ذات الجودة المستوردة من الخارج تعرف ارتفاعاً هذه السنة، عكس السّوق المحلية التي خفضت الأثمنة إلى أدنى مُستوياتها. حلوى في عربات وغير بعيد عن العاصمة، تعرف محلات أخرى بمدينة سلا إقبالاً كبيراً على حلوى للرأس السنة بأثمنة رخيصة تُناسب القدرة الشرائية لشرائح الطبقة الشعبية التي تصطف في طوابير طويلة من أجل ذلك، فيما اختار باعة آخرون عرضها على عربات مُتجولة، دُون الاكتراث بمعايير الجودة وإمكانية تعرضها للتلوث. عبد القادر، صاحب مخبزة، أوضح في حديث لهسبريس أنّه يُغير مجالات العرض من الخبز إلى حلوى تتماشى مع هذه المناسبة، وعقد صفقات صغيرة مع شباب يبيع لهم "القالب" الواحد بقيمة تتراوح بين 40 و50 درهماً، يبيعونه هم الآخرون بمبلغ يتراوح بين 60 و70درهماً. حسنية، أم لطفلين اعتادت كل سنة اقتناء الحلوى من محل عبد القادر، قالت: "رغم أنّ هذا الاحتفال دخيل على ثقافتنا المغربية، إلا أنني اعتدت أن أشتري قالب الحلوى لأبنائي"، وأضافت: "صحيح أن معايير احتفالنا تختلف عن الطبقة الرّاقية، لكن أحرص في هذه المناسبة على إدخال البسمة على أبنائي ولو بحلوى لا تتجاوز 60 درهماً، مدخول زوجي لا يسمح بقضاء هذه المناسبة في مطاعم راقية".