أبرزت جميلة المصلي، كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الرقمي، أنّ الزي التقليدي يشكل مرآة الهوية الثقافية والحضارية بكل تلاوينها ومميزاتها الجغرافية والإثنية، ومصدر إشعاع للمغرب. وأكدت الوزيرة في كلمة لها، خلال افتتاح المناظرة الوطنية حول "الزي التقليدي المغربي"، المنظمة في إطار الدورة الرابعة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، أنّ هذا القطاع يشكل مصدر عيش لآلاف من المغاربة، إن على مستوى الوسط الحضري أو القروي، ويحتل مكانة مهمة ضمن باقي الأنشطة الحرفية التي يزخر بها قطاع الصناعة التقليدية، مشيرة إلى أنّه يحتل المرتبة الثالثة من حيث المعاملات بحوالي 3,8 مليارات درهم برسم سنة 2015، والمرتبة الثانية من حيث الصادرات بنسبة 16 في المائة من مجموع صادرات الصناعة التقليدية. وأوردت المصلي أن الزي التقليدي ظل يحافظ على مكانته الاجتماعية والثقافية عبر العصور، منوهة ب"صمود أيادي الصانع التقليدي الذي حمل مشعل التحدي جيلا بعد جيل، ليشكل صلة وصل بين الماضي والحاضر"، وتابعت في كلمتها: "هذا الزي موروث ثقافي وتراث إنساني، وذاكرة شعبية، يحفظ كل ما هو عريق وأصيل ويطمح إلى الإبداع والابتكار ليواكب حتمية الحداثة والعصرنة بتصميماته الفنية المتجددة". وأبرزت الوزيرة أن "عبور الزي المغربي إلى ما وراء الحدود الوطنية وشهرته العالمية، جاء كنتيجة للجهود التي تبذلها صانعاتنا وصناعنا التقليديون من حيث تطوير إبداعاتهم وتحسين جودة منتجاتهم، وتفاعلهم مع البرامج والأوراش التأهيلية التي تخصصها الوزارة، والتي تسعى من خلالها إلى الاستجابة لضرورات المواءمة مع العصر ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية دون المس بجوهر ما هو تراثي وهوياتي الذي يختزنه الزي التقليدي من خلال التشبث بكل ما هو أصيل، مع مراعاة البعد التجديدي والفني والارتكاز على جانب الجودة". أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، شدّد في كلمته على أن اللباس التقليدي يحظى بمكانة خاصة منذ القدم؛ ما مكّنه من الاستمرارية، معبرا بذلك عن تقاليد وتراث راسخ تظهر معالمه بارزة وشامخة في مختلف المناسبات والاحتفالات والأعياد الوطنية والدينية والرسمية، مبرزا أنّ "هذا الزي حظي بمكانة خاصة لدى السلاطين والملوك العلويين الذين أعطوا زخما كبيرا لهذا الموروث، من خلال اهتمامهم وحرصهم على ارتدائه في جميع المناسبات الرسمية". من جهته، أبرز وزير السياحة، محمد ساجد، أنّ مجال الزي التقليدي المغربي يتمتع بمؤهلات هامة من حيث استقطاب فئة متميزة من الطلبات والاستجابة لها بشكل سريع كمّاً ونوعا، نظرا لميزة التعامل المباشر مع الزبون وقدرة الصانع والصانعة على تحقيق الطلب وفق حاجيات هذا الزبون. ونوّه ساجد بالمجهودات التي يبذلها الصانع التقليدي في تجديد الزي التقليدي، مبرزا في هذا الصدد انكباب وزارته على إخراج قانون منظم للصناعات الحرفية، من أجل تحسين وضعية وظروف اشتغال الحرفيين العاملين في قطاع الصناعة التقليدية، يسعى إلى تذليل العقبات التي يواجهها الصناع التقليديون.