تعتبر ألعاب الفيديو أحد أكثر وسائل الترفية انتشارا بين جميع الأعمار السنية في جميع أنحاء العالم، ومنذ ظهورها الأول في 1970 شهدت تطورا كبيرا بداية من استخدام النقاط المجموعة في شكل مصفوفات أو ما يعرف ب"البكسل"، مرورا بالرياضات الإلكترونية والواقع الافتراضي، نهاية بأشكالها الحالية التي تعتبر أحد وسائل الاتصال الحديثة، إلا أننا بصدد ظاهرة لن يقف تطورها عند أفق معين. وتعد ألعاب الفيديو، سواء ألعاب الترفية المختلفة أو الرياضية، أحد شواهد العصر، ومن المتوقع أن تتخطى نسبة مبيعات هذه المنتجات حاجز المليار دولار كأرباح بحلول عام 2020، وذلك وفقا لموقع (Newzoo) على الإنترنت المتخصص في ألعاب الفيديو، وهو نفس المبلغ الذي من المتوقع أن تبلغه أرباح الرياضات الإلكترونية (eSports) في 2020. ولمعرفة تاريخ هذه الألعاب، علينا العودة للقرن الماضي عندما كانت تقتصر فقط على بعض النقاط المجمعة في شكل مصفوفات "بكسل" ذات اللونين الأبيض والأسود. وكانت (إفي) حاضرة مع روبين، وهو لاعب ألعاب فيديو مخضرم، خلال جولته بأحد معارض ألعاب الفيديو في مدريد الذي يحتوي على قسم خاص بالألعاب الكلاسيكية التي تعيد للأذهان رحلة ألعاب الفيديو منذ البداية . لعبة “Pinball”، أول الألعاب الميكانيكية: لعبة "Pinball" هي إحدى الألعاب الشهيرة وهي عبارة عن كرة معدينة موضوعة داخل صندوق مغطى بالزجاج يتم ضربها بعصي حتى تصطدم بأغراض مختلفة ويجب تجنب سقوطها. وأوضح روبين حول اللعبة: "النسخ الأولى من هذه اللعبة كانت ميكانيكية فقط، ثم تحولت بعد ذلك إلى إلكتروميكانيكية، ثم إلكترونية". ويعود تاريخ هذه اللعبة للقرن السابع عشر، على الرغم من أن النسخة التي امتدت حتى وقتنا الحالي تعود لعام 1930، واشتهرت كثيرا خلال حقبة السبعينيات بالنسخ التي ما زالت مستمرة حتى الآن. وتعتبر هذه الماكينات بمثابة شرارة انطلاق ظهور الألعاب الترفيهية، وعلى الرغم من قدمها، إلا أنه كان هناك إقبالا كبيرا عليها خلال معرض مدريد. وليست هذه هي اللعبة الوحيدة القديمة التي تحظى بشعبية كبيرة بين ممارسيها، ولكن هناك أيضا الألعاب المنتمية لحقبة جهاز الأتاري (السبعينيات) وأشهرها على الإطلاق "Space Invaders ". وبعدها بدأت في الظهور تباعا ألعاب "سيغا" و"نينتيندو" حتى وصلنا إلى مرحلة "البلاي ستيشن" بنسخه المختلفة. وأقر روبين "لم أكن أعرف الألعاب الأكثر قدما، ولكن شعرت بالاندهاش عندما شاهدت الأجيال ليست فقط القديمة ولكن الجديدة أيضا تصطف في طوابير من أجل اللعب". وعلى الرغم من صعوبة استخدام النسخ الأقدم من الألعاب الحالية، إلا أن توافر النسخ المحاكية لها سواء على أجهزة الكمبيوتر أو "اللاب توب" جعل الاستمتاع بها أمرا في المتناول. الانتقال من مرحلة جهاز التحكم اليدوي للنظارات: شهد معرض ألعاب الفيديو في مدريد حضور أكثر من عشرة آلاف و132 شخصا، أي بزيادة بلغت 39% ، بينما استقبلت بطولات ألعاب الفيديو الرياضية "eSports" نحو ألفي شخص من إجمالي الحاضرين. وأكد روبين في هذا الصدد "أنا مغرم للغاية بألعاب eSports". وأضاف "ليس عليك أن تبذل مجهودا بدنيا بعد الآن لكي تكون رياضيا: الأمر ببساطة تواصل بين المخ واليد وانفعالات واستراتيجية"، ويرى أن حضور هذه البطولات بمثابة "رؤية المستقبل". وبوجود أكثر من ألف و200 مقعد لألعاب الفيديو التي تجمع بين ما هو قديم وحديث، وبتعاون 193 شركة عارضة، فضلا عن تواجد أكثر من 60 علامة تجارية، كان بإمكان اللاعبين تجربة ليس الألعاب القديمة فحسب ولكن أيضا الحديث منها. حيث يستطيع اللاعب أن يقوم بتجربة ألعاب النينتندو بشكلها الكلاسيكي أو في نسختها الجديدة داخل أجهزة الكمبيوتر أو حتى ال”wii”، بينما يتجه آخرون لألعاب "البلاي ستيشن" و"إكس بوكس". إلا أنه بدون شك يكمن النجاح الأكبر للمعرض في تواجد نظارات التواقع الافتراضي، حيث كان الجميع يتلهف لتجربتها وكان الإقبال عليها منقطع النظير... "انتظرنا نحو نصف ساعة وما زال هناك أشخاص أمامنا"، هذا ما قاله مجموعة من الحاضرين ل(إفي). وقال أحد المشاركين "الأمر لا يتوقف. بالطبع الازدحام يتعلق بطبيعة اللعبة، حيث أن الإقبال الأكبر على ألعاب الأسلحة النارية والقتال والسيارات، أكثر من الألعاب التعليمية، ولكننا لم نتوقف عن تجربة النظارات واستعراض جميع الألعاب". ويبدو أن مستقبل ألعاب الفيديو بات منحصرا بين ألعاب الفيديو الرياضية من جانب، وبين الانتقال لهذا العالم الذي ليس له حدود للواقع الافتراضي من جانب آخر، ولكن لا يمكن تجاهل الانجذاب للألعاب الكلاسيكية أيضا، فما يميز ألعاب الفيديو هي حالة التناغم بين ما هو قديم وبين ما هو معاصر. *إفي