بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي وجامعة الأخوين، تنظم الوزارة المنتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة "الجامعة الشتوية" لفائدة مائة من الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، أيام 21 و22 و23 من الشهر الجاري بمدينة إفران، تحت شعار: "العيش المشترك". وتندرج هذه المبادرة، بحسب المنظمين، "ضمن البرنامج الثقافي الجديد الذي أطلقته الوزارة لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، انطلاقا من تجربة الجامعات الصيفية التي دأبت الوزارة على تنظيمها منذ 2009، حيث يعدّ البرنامج الجديد نموذجيا، لأنه يمكن من الوصول لأكبر عدد من الشباب المغاربة من مختلف بلدان العالم على امتداد السنة، ويمتد برنامج الجامعات الموسمية على خمس دورات: الجامعة الخريفية، والجامعة الشتوية، والجامعة الربيعية، وجامعتين صيفيتين، مما سيمكن من رفع عدد المستفيدين من 260 إلى أكثر من 500 شاب وشابة في السنة". وسيتم إنجاز البرنامج بتعاون مع عدة جامعات مغربية، كما سيجري توقيع اتفاقية إطار بين الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وكتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي، بمناسبة الانطلاق الرسمي للجامعة الشتوية بإفران يوم الخميس 21 دجنبر الجاري، فيما تتركز الأهداف الأساسية لإستراتيجية الوزارة حول صيانة الهوية المغربية للأجيال الجديدة من المغاربة المقيمين بالخارج وتقوية روابطهم مع ثقافتهم الأصلية. وأشارت الوزارة المنظمة إلى أن "هذا الاهتمام يعود لعدة عوامل وأسباب أهمها التطور الحاصل في الجالية المغربية المقيمة بالخارج الموسوم بحركة مستمرة من التغيرات بين مختلف الأجيال، وكذا التحولات الحاصلة في مجتمعات دول الاستقبال، إضافة إلى ما تعرفه الأوضاع الراهنة من صعود للتيارات المتطرفة"، مضيفة أن "كل هذه التحولات أفرزت انشغالات واحتياجات وانتظارات لدى الأجيال الجديدة من مغاربة العالم". وعلى ضوء المعطيات المذكورة، تضيف الوزارة المعنية، "تأتي أهمية اختيار الجامعة الشتوية لموضوع العيش المشترك باعتباره منظومة قيم تنبني على نشر وتقوية التفاعل، في إطار التعدد الثقافي وإعادة صياغة معنى المواطنة في فضاء متعدد، والدفاع على القيم الحضارية المبنية على السلم والتسامح وقبول الآخر"، مشيرة إلى أن "الدورة ستعرف مشاركة 100 من الشباب من مختلف دول العالم، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 سنة، 66% منهم إناث، مع حضور طلبة مغاربة وأجانب يتابعون دراستهم بالمغرب بهدف تيسير التبادل الثقافي". وسيكون هؤلاء الشباب، بحسب المصدر ذاته، "مدعوين للانخراط والمشاركة في ندوات وورشات حول مختلف أبعاد عيشهم المشترك تؤطرها شخصيات من باحثين وخبراء مغاربة، من خلال التطرق لعدة محاور، وهي العيش المشترك في بعده الديني والسياسي والاجتماعي في البلدان الأصلية وبلدان الاستقبال، والتفاعل الثقافي ودور المغرب كأرض للحوار والاستقبال في ترسيخ ثقافة العيش المشترك، ودور الشباب في الارتقاء بصورة المغرب والمغاربة المقيمين بالخارج".