بعد سلسلة الاعتداءات على الأساتذة داخل المؤسسات التعليمية وخوضهم لعدد من الإضرابات خلال الشهر الماضي، خرجت الأسرة التعليمية في مسيرة احتجاجية للمطالبة بقانون حمائي. وانطلقت مسيرة "الكرامة"، التي دعت إليها ثلاث نقابات (الجامعة الوطنية لموظفي التعليم والجامعة الحرة للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم)، من باب الأحد وسط مدينة الرباط في اتجاه مقر البرلمان، رافعين شعار "مسيرة الوحدة من أجل كرامة الأسرة التعليمية"، بمشاركة آباء وأولياء التلاميذ. يوسف علاكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم، أبرز أن الهدف من تنظيم مسيرة الكرامة هو الدفاع عن الأسرة التعليمية ورد الاعتبار إلى المدرسة العمومية، وقال في تصريح لهسبريس: "مطلبنا هو إصدار قانون يحمي الأسرة التعليمية؛ لأن التربية ليست مسؤولية المدرس لوحده، بل هي مسؤولية الجميع، المدرس أمام فوهة الانحطاط المجتمعي ويواجه الأزمة الأخلاقية لوحده"، مضيفا إلى قوله "نحن لسنا من أجل معاداة التلميذ، بل نطلب من الأسر مساندتنا في هذه المحنة، لأننا في بوابة الخطر". من جهته، دعا عبد الإله دحمان، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، الحكومة والوزارة الوصية إلى اتخاذ قرارات جريئة لصيانة مستقبل الناشئة، وقال: "لم نخرج، اليوم، ضد أبنائنا التلاميذ والتلميذات؛ لكننا نحتج من أجلهم، لأن مستقبلهم محفوف بتنامي ظاهرة العنف". وأضاف الفاعل النقابي: "العنف أصبح يخترق المجتمع، هو ظاهرة مجتمعية وليس ظاهرة مدرسية، لا بد من محاربته بالسياسات الحقيقية واستراتيجيات داخل المجتمع"، مستطردا قوله: "المدرسة، التي كان يعول عليها من أجل تصحيح أخطاء المجتمع، أصبحت ضحية". ميلود معصيد، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم، اعتبر أن رد الاعتبار والكرامة إلى نساء ورجال التعليم يعد أحد المداخل الأساسية لإصلاح أوضاع التعليم، داعيا الوزارة الوصية إلى فتح حوار مسؤول يفضي إلى تعاقدات ونظام أساسي ينصف جميع الفئات ويعيد الكرامة للأسرة التعليمية. ويوضح الأساتذة المحتجون، حسب بلاغ لهم، أن مسيرتهم ليست ضد التلاميذ؛ بل هي من أجلهم ومن أجل مدرستهم ومن أجل الساهرين على تعليمهم وتربيتهم، وصرخة استغاثة لغرس مبادئ الرفق والتسامح بدل العنف والكراهية. يشار إلى أن النقابات الثلاث خاضت، يومي 8 و9 نونبر المنصرم، إضرابا تنديديا بالاعتداءات التي طالت الأسرة التعليمية؛ وهو ما دفعها إلى تنظيم شكل احتجاجي آخر، أمام تكرار العنف وتزايده في أعلى درجاته، دفاعا عن المدرسة المغربية بكل مكوناتها، أطرا وتلاميذ.