قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعتزم الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، في خطاب يلقيه الأربعاء المقبل، بحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية. واحتلت إسرائيل مدينة القدس الشرقية الفلسطينية، عام 1967، وأعلنت لاحقًا ضمها إلى القدس الغربية، معتبرة إياها "عاصمة موحدة وأبدية" لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به. وأضاف المسؤولون الأمريكيون، الذين لم تكشف الوكالة عن هوياتهم، أن ترامب يعتزم الوفاء بتعهده خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وتابعوا أنهم يدركون أن مثل هذه الخطوة قد تحد من هدف ترامب المتمثل في التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويتمسك الفلسطينيون بمدينة القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة. وتقول إدارة ترامب، التي تولت السلطة في 20 يناير، إنها تبذل جهوداً لاستناف مفاوضات السلام، المتوقفة منذ عام 2014؛ جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وتنصلها من حل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967. وقال المسؤولون إنه رغم إمكانية توقيع ترامب على مذكرة التمديد، التي تأجل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لمدة 6 أشهر أخرى، إلا أنه قد يقرر خلاف ما هو متوقعاً، وسار عليه أسلافه. وتمتلك إدارة ترامب حتى 4 دجنبرحق التوقيع على مذكرة التمديد، وهو إجراء دأب عليه الرؤساء الأمريكيون منذ إقرار الكونغرس، عام 1995، قانوناً بنقل السفارة إلى القدس. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارا ساندرز، صرحت، أمس الأول الأربعاء، بأن الحديث عن نقل ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس "أمر سابق لأوانه". وأعلن مايك بنس، نائب ترامب، الثلاثاء الماضي، أن "ترامب يدرس بنشاط الوقت المحدد وكيفية نقل السفارة". وكان ترامب وقّع، مطلع يونيو، مذكرة بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لمدة 6 أشهر. وخلال اجتماع لترامب مع إدارته في البيت الأبيض، الإثنين الماضي، حذر وزيرا الخارجية ريكس تيلرسون، والدفاع جيمس ماتيس، من أن نقل السفارة "يشكل خطراً كبيراً على الدبلوماسيين والقوات الأمريكية المتمركزة فى الشرق الأوسط والدول الإسلامية". وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس، أن ترامب سيعترف خلال أيام بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "ترامب يفكر جديًا في هذه القضية لاعتبارات سياسية محلية ناجمة أساسًا عن الضغط المتجدد من قبل الحزب الجمهوري والمسيحيين الإنجيليين". وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وكرر في أكثر من مناسبة أن الأمر مرتبط فقط بالتوقيت. وحذر الفلسطينيون ودول عربية وإسلامية عديدة من تداعيات نقل السفارة، لاسيما ما قد تحدثه من غضب شعبي واسع، واعتبر كثيرون أنها تعني نهاية عملية السلام تماماً.