على غرار الأيام السابقة التي أعطيت فيها الانطلاقة لعرض أفلام المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، شهدت "خيمة ذاكرة مياه المحيط" اكتظاظا وحضورا لافتا لساكنة الناظور وعدد من الشخصيات الفنية التي حرصت على متابعة الفيلم الأمازيغي "إبريتا"، الذي عرض في ختام الأمسية السينمائية. ويحكي الفيلم، الذي تمكن من استقطاب عدد هائل من ساكنة الناظور المتعطشة لمشاهدة أفلام ذات هوية أمازيغية، عن رجل إسباني عسكري متقاعد من سلاح الجو شارك في حرب الريف وفِي الهجوم على سكان المنطقة بالغازات السامة، سيعود إلى منطقة الجريمة بعد مرور 60 سنة، ويكتشف عالما ينتشر فيه مرض السرطان وفضاء يعمه القحط والفقر المدقع والأمراض الفتاكة التي تقضي على المواطنين واحدا تلو الآخر. وقبل أن يختتم عرض الفيلم الأمازيغي بهتاف وتصفيات الجمهور المتابع، كان لشريط إيطالي نصيب في الأمسية بعدما انضم صاحبه المخرج والسيناريست الساندروننزيتا لسباق الأفلام المشاركة في المهرجان الدولي. ويسرد الفيلم حكاية حقيقية وقعت خلال الحرب العالمية الثانية للأنصار الذين تمكّنوا بمساعدة اثنين من الجنود من سرقة أسلحة تابعة للفاشيين، فبدأ انتقامهم الوحشي من الرفاق والأبرياء، بينهم اثنان من الشباب الجمهوريين. وللأفلام الوثائقية نصيب من فقرات المهرجان بالرغم من الإقبال الباهت عليها، ومنها فيلم يتناول موضوع الفوسفاط بالمغرب خلال الظروف التاريخية والعلمية المحيطة باكتشاف المستعمر الفرنسي لهذه المادة بالمملكة في العشرينيات من القرن الماضي، وما إلى ذلك من أحداث سياسية ونقابية بلغت حد الدموية في الكثير من والوقائع التي وثق لها الفيلم لصاحبيه محمد نضراني ومليكة المنوك. وعرف الفيلم الوثائقي الإنساني "صوت الأمازون" تفاعلا كبيرا من طرف الناظوريين، بسبب قصته الدرامية الواقعية التي لخصت عدة محاولات قام بها هنود أمريكا لإسماع صوتهم في مواجهة استغلال شركة شفرون تكساكو ونضالهم لتحقيق مطالبهم المشروعة، مثل ضمان تمدرس أبنائهم والحق في عيش وحياة كريمين.