اليوم الثاني من العرو ض السينمائية المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة بالناظور ( الخميس 9 نونبر 2017) و الثالث على مسوى فعاليات المهرحان، كان بنكهة مغربية بامتياز، سواء على مسابقة الفيلم الوثائقي أو الفيلم الروائي الطويل. فقد كانت المناسبة سانحة لرواد المهرجان لمتابعة شريطين مغربيين وآخرين فرنسي وإيطالي، استلهموا حميعا مواضيهم من قضايا اجتماعية إنسانية، وأحيانا ماساوية نابعة من الواقع اليومي المعيش..، حيث كان التفاعل معها داخل فضاء الخيمة السينمائية الفسيح و البديع على ممشى منتزه بحيرة مارتشيكا بقلب مدينة الناظر إيجابيا، بالنظر لجديتها وواقعيتها، التي لا لبس فيها، حيث ابانت ، بشكل جلي أن الفعل السينمائي الجاد و الهادف أداة رئيسية من أدوات التعريف بالقضايا الإنسانية و الحقوقية و الاجتماعية أين ومتى كان ذلك في مختلق مناطق المعمورة.. في هذا السياق، فقد افتتح عروض أمس الخميس، الفيلم الوثائقي المغربي « على طريق الفوسفاط» للمخرج المغربي محمد نضراني ( من إنتاج 2017 ) سيناريو مليكة المنوك ومحمد نضراني، تشخيص كل من عباس كامل، مينة أزهر ورشيد ازين، رصد المخرج الظروف التاريخية و العلمية المحيطة باكتشاف المستعمر الفرنسي لمادة بالمغرب في العشرينيات من القرن الماضي، وما تلا ذلك من أحداث سياسية و نقابية بلغت الدموية في كثير من الوقائع..، وقد كان،فيما يبدو، الفيلم مفيدا جدا للأجيال المغربية الشابة بالناظور من المهرجانيين، للاطلاع علة جانب مهم من تاريح بلادهم في هدا الجانب، بالنظر لكشفه عن معطيات وأحداث ووقائع مرتبطة بعملية اكتشاف الفوسفاط واستخراجه ونضالات العاملين فيه خصوصا من المغاربة في ظروف كانت أحيانا كثيرة خطيرة.. أما الفيلم الوثائقي الثاني المبرمج في اليوم ذاته فقد كان الشريط الفرنسي الإيكواتوري « صوت الأمازون» ( إنتاج 2015 ) من إخراج المخرجة الشابة لوسيل أليماني، سيناريو لوسيل أليماني، الفرنسية- المغربية لمياء شرايبي وماجوريل دافيد، ويتناول قضايا إنسانية اجتماعية اقتصادية.. لقبائل من الهنود من غابة الأمازون الفسيحة ، التي تناضل وتقاوم .. من أجل الحد من طمع وجشع بعض الشركات العالمية العابرة للقارات، وخاصة في مجال التنقيب عن النفط، التي لا يهمها تحقيق المكاسب التجارية و الاقتصادية ولا تبالي بالإرث الثقافي و البيئي والاجتماعي، بل والذاكرة الجمعية لهؤلاء الهنود الذين استوطنوا تلك المناطق لمئات السنين إن لم تكن لآلاف السنين.. اللمسة السينمائية المغربية خلال هذا اليوم ( امس الخميس) على مستوى الفيلم الروائي الطويل كانت من خلال الفيلم المغربي « إبيريتا» للمخرج محمد بوزكو ( إنتاج 2017) ، سيناريو محمد بوزكو وتشخيص كل من حسن أجواو، ابتسام العباسي ورشيد أمغتوات، وهو بالمناسبة شريط شارك في المسابقة الرسمية في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ( الدورة الثامنة عشر) وحاز على جائزة السيناريو به. فيلم « إبيريتا» يرصد من خلال حكاية متقاعد عسكري من الطيران الإسباني (خوص) قصة من قصص معاناة سكان الريف من الاستعمار الإسباني، إذ من خلال حكاية الطيار الإسباني ، الذي شارك في حرب الريف وفي قذف سكان المنطقة بالغازات السامة.. أنذاك.. بعد 60 سنة يعود لمنطقة « الجريمة» ويكتشف عالما ينتشر فيه مرض السرطان بسبب تلك الغازات السامة، التي كانت في هذه المأساة الإنسانية.. قبل هذا الفيلم المغربي المشارك في المسابقة الرسمية، عرف اليوم ذاته عرض الفيلم الروائي الإيطالي الطويل « tutti morimmo a stento» للمخرج الشاب اليساندرو نونزياتي ( إنتاج 2015 ) من تشخيص جيانولكا فانوتشي، كابرييل جانتيلي واندريا بورتي, وهو فيلم يروي حكاية من حكايات الحرب العالمية الثانية يمنطقة كاتوليكا سنة 1944 ، حيث تمكن الانصار بنمساعدة اثنين من الجنود سرقة أسلحة تابعة للفاشيين، فبدا انتقام الفاشيين الوحشي من الرفاق و الأبرياء من بينهم اثناء من الشباب الجمنهوريين دومنيكو راشي وفانزيو سبينيلي. وقصة هذا الفيلم كما جاء في وزقته التعريفية مستوحاة من قصة واقعية حقيقية وقعت في منطقة كاتوليكا وجابيس خلال الحرب العالمية الثانية. وقد اختتمت الأمسية السينمائية لهذا اليوم بعرض شريط سينمائي روائي طويل خارج المسابقة في غطار أفلام بانوراما المهرجان، وهو الشريط اليوناني « أوتوبيا» للمخرج نيكوس كوزو (إنتاج 2016) من تشخيث نيكوس كورو، جورج كنتوريكوس و بيستي كريستاليدو، ويحكي قصة « أشيل» رجل بسيط يعمل بجد .. فقد وظيفته ذات يوم مما اضطره إلى مواجهة الواقع الذي يعيش فيه بكل ما توفر لديه من إمكانيات