قال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد الموساوي (الصورة) إن المغرب أوفد 180 إماما من أجل الإشراف على التأطير الديني للمسلمين بفرنسا خلال شهر رمضان الفضيل، مكرسا بذلك التقليد الذي دأب عليه منذ عدة سنوات. وأضاف السيد الموساوي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء "لقد أضحى تقليدا أن يوفد لنا المغرب كل سنة طاقما من الأئمة للإشراف على بعض الشعائر الدينية كتلاوة القرآن وإلقاء دروس دينية خلال شهر رمضان الذي يتوافد خلاله المؤمنون بأعداد كبيرة على أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين +مساجد وقاعات للصلاة ". وسجل رئيس أعلى هيئة تمثيلية للمسلمين بفرنسا الارتفاع المتواصل لعدد المندوبين المغاربة خصوصا بعد إصلاح الحقل الديني الذي لم يستثن الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وأشار الموساوي إلى أن 165 إماما قدموا السنة الماضية لتعزيز ال` 600 إمام الذين يعملون بشكل دائم بفرنسا مقابل حوالي 60 إمام فقط قبل بضع سنوات ، مضيفا أنه خلال شهر رمضان الحالي "استفدنا أيضا من 25 ألف نسخة من القرآن الكريم طبعت بالمغرب، من بين 350 ألف تم طبعها هذه السنة ، وذلك بفضل المطبعة الجديدة المجهزة بأحدث التقنيات. وأعرب عن أمله في أن ترتفع هذه المساهمة عندما تبلغ المطبعة هدفها المتمثل في طبع مليون نسخة سنويا. وأكد أن المجلس سيسهر على ضمان توزيع الائمة المغاربة وكذا النسخ القرآنية التي تم التوصل بها على مختلف المساجد وقاعات الصلاة الموجودة بفرنسا. وعلاوة على إقامة الصلوات تستضيف المساجد طيلة شهر رمضان جلسات لحفظ وتلاوة القرآن ، ودروس وندوات دينية خصوصا مايتعلق بفريضة الصيام والقيم الإسلامية السمحة التي يتعين نقلها للأجيال القادمة (التسامح والأخوة والتضامن والاحترام، ...) . وأشار الموساوي إلى أن عددا من أماكن العبادة رأت النور بشكل متزامن مع بداية شهر رمضان الحالي كما هو الشأن بالنسبة للمسجد الكبير لستراسبورغ (شرق فرنسا) ، الذي تم التسريع بفتح أبوابه، بعد أن كان ذلك مقررا خلال نهاية السنة، وذلك من أجل تمكينه من الاستقبال المؤقت لمسلمي هذه المدينة خلال شهر رمضان الكريم. وقد ساهم المغرب في تمويل بناء هذا المسجد الذي بلغت تكلفته الإجمالية 7ر8 مليون أورو. وتم تمويل المشروع بالأساس بفضل تبرعات المسلمين ومساعدة عدة دول مثل العربية السعودية والكويت فضلا عن المغرب أو أيضا الجماعات المحلية ، وهو الشىء غير الممكن في فرنسا إلا في (لاموزيل) بفضل النظام الخاص لهذه المنطقة حيث لا يوجد أي فصل بين الكنائس والدولة وقد شكل بناء قبة المسجد الكبير بستراسبورغ في 2009 بمناسبة عيد الاضحى حدثا مهما في تقدم هذا المشروع الذي أطلق في أكتوبر 2004 غير أن أشغاله تأخرت بسبب مصاعب مالية وأيضا لاعتبارات سياسية. وكان المشروع الرئيسي قد حرم من خزانته وصومعته من قبل الفريق البلدي اليميني الذي خلف في 2001 العمدة الاشتراكي رولان ريس قبل أن يقوم هذا الاخير بإطلاق حملة عودته على رأس العمدية وإعلانه ، بالخصوص ، أنه مع بناء صومعة " إذا رغبت الجالية في ذلك". وقد حظي هذا الموقف بإشادة الجالية المسلمة بستراسبورغ التي يقدر عددها ب50 ألف نسمة أغلبيتها مغربية خاصة وأنه جاء في وقت تميز بنقاشات حادة في فرنسا حول بناء الصوامع بعد الاستفتاء السويسري الذي منع ، في 2009، بناءها في المساجد التابعة للكونفدرالية السويسرية. ونوه رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية بالوتيرة التي يسير بها بناء مساجد جديدة بفرنسا رغم أنه يرى أن الامر يتطلب عدة سنوات أخرى للتغلب على الخصاص الحاصل في هذا المجال. وقال"نقدر بنحو 250 ألف متر مربع الحاجة الحالية للمساحة المخصصة للصلاة لكن الامور تتطور" ، مشيرا ، في هذا الصدد ، إلى أن المجلس يواصل العمل لايجاد حلول لهذا المشكل وبالتالي تمكين الخمسة ملايين مسلم بفرنسا ، منهم حوالي مليون مغربي ،من ممارسة شعائرهم في ظروف جيدة . ومن بين الحلول المقترحة لحل مشكل أداء الصلوات في الشوارع ،الذي كان موضوع نقاش حاد في فرنسا ، أشار الموساوي إلى أنه سيتم قريبا بباريس ، حيث يطرح المشكل بحدة ، افتتاح قاعتين كبيرتين للصلاة تسعان ل3000 شخص ، وذلك بفضل اتفاق مع البلدية التي وضعت رهن إشارة المسلمين ثكنة قديمة لهذا الغرض.