ختم نادي اتحاد الفتح الرياضي الرباطي توهج أدائه القاري بإضاعة ورقة المرور صوب المباراة النهائية من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. جاء ذلك بعد تعادله مع ضيفه "تي. بي. مازيمبي" الكونغولي، ليلة السبت في ملعب الأمير مولاي الحسن، بحصة (0-0)، دون استدراك هزيمته في الكونغو. واستهل الفتحيون لقاء الإياب بثقل جرته عليهم نتيجة الذهاب التي رجحت كفة الكونغوليين بهدف نظيف، كان قد وقعه بين مالانغو نغيتا في الدقيقة 14 من المواجهة التي احتضنها ملعب مازيمبي مطلع شهر أكتوبر الجاري، حيث لاح احتياط الرباطيين من ضيوفهم منذ الثواني الأولى للمنافسة. الشوط الأول اتسم بتركيز الأداء في وسط الميدان من لدن التشكيلتين المغربية والكونغولية، مع تبادل هجمات خجولة بين الطرفين، بينما أبان مازيمبي عن اقتصاد في أدائه وعدم رغبته في المخاطرة، بحكم استفادته من الحصة الإجمالية لمواجهتي نصف النهاية، دون إغفاله استحضار الحذر من أي هدف لFUS يعيد التنافس إلى منطلقه ويساوي حظوظ الناديين مجددا. حكم الساحة حال دون افتتاح النادي الرباطي للتسجيل حين امتنع، في حدود الدقيقة 32، وأمام غياب أي مساندة من مساعده الأول، عن منح الفتح ضربة جزاء بعد استعانة مدافع بذراعه لإخراج الكرة إلى ضربة زاوية، إذ تردد الحكم قبل أن يعتبر أن ما جرى تم بشكل عفوي، دون الاكتراث باحتجاجات الفريق المحلي. ولاح جليا تركيز مجموعة وليد الركراكي على اصطياد ركلة جزاء تمحو عن أدائها سمة التواضع التي وسمته في نصف المباراة الأول، إذ لم يتردد الإيفواري دياكيتي، المحترف بصفوف الFUS، في السقوط وسط معترك العمليات عند قيامه باختراق واحتكاكه بمدافع خصم، لكن القرار التحكيمي واصل امتناعه عن إطلاق الصافرة. الجولة الثانية كانت بإيقاع أعلى من اللاعبين المغاربة، مع اشتغالهم على احتكار الكرة في نصف الميدان الخاص بالفريق الضيف، بينما كاد إبراهيم البحراوي، في الدقيقة 47، أن يسجل أول هدف لولا سوء تحكمه في تسديدة رأسية وجهها إلى الكرة، بلا رقابة دفاعية مشددة، وحولها بعيدا عن شباك سيلفان غبوهو. لاعبو الفريق المغربي برزوا خالطين بين السرعة والتسرع في مساعيهم لإمداد خطهم الهجومي بتمريرات حاسمة، مراكمين وفرة في الكرات التي سلموها بسلاسة إلى دفاع مازيمبي وحارس مرماه، رغم حرص وليد الركراكي على البقاء واقفا جوار أرضية اللعب ومطالبة تشكيلته بالتركيز الذهني والانضباط التكتيكي. الدقيقة 62 حملت فرصة بارزة لنادي الفتح من أجل هز شباك خصمه الكونغولي، لكن تمريرة بولهرود، من الجناح الأيمن للمجموعة المغربية، تم التعامل معها بطريقة سيئة من طرف المهاجم العروي، وبدل تحويلها إلى المرمى سددها خارج الملعب. وعاد العروي أيضا إلى محاولة التهديف، في الدقيقة 64، لكن الطريقة التي رفع بها الكرة فوق الحارس غبوهو لم تحل دون أن يمسك بها . الثلث الأخير من نصف المقابلة الثاني شهد هجمات خطيرة لمازيمبي على مرمى النادي المغربي، خصوصا بعد دخول البديل الخطير إيليا ميشاك كجناح أيسر، لكن تكامل لاعبي اتحاد الفتح الرياضي في القيام بالواجب الدفاعي، واستفاقة الحارس أيمن مجيد، منعا الفريق الزائر من كسر بياض التهديف في هذا اللقاء الكروي. الدقيقة 82 كادت تقضي على "حلم التأهل" للنادي الرباطي، إذ انتبه مالانغو نغيتا إلى تقدم حارس الفتحيين إلى موقع المدافع المتأخر، ليبادر من وسط الميدان إلى رفع كرة عليه لم تخطئ الشباك إلا ببضعة سنتيمترات. ثم عاد ملانغو، في الدقيقة 86، إلى مهاجمة مرمى الFUS، متلاعبا بثلاثة مدافعين قبل أن يتدخل أيمن مجيد ليضع جسمه أمام تسديدة اللاعب الكونغولي. الطراوة البدنية للمجموعتين بدت مستنفدة حين إعلان حكم المواجهة عن ثلاث دقائق كوقت إضافي، وفي الدقيقة 91 فشل المهدي خاليص في إيداع الكرة في شباك النادي الكونغولي بضربة رأسية، ثم عاد الحكم ليرفض إعطاء ضربة جزاء للمغاربة بعد اصطدام تسديدة قوية بيد المدافع كابوسو شونغو. أما أوضح فرصة للتسجيل فقد كانت مازيمبية، في الدقيقة 93، حين أبعد حارس الفتحيين كرة كانت متجهة إلى وسط مرماه. بهذه النتيجة يضيع فريق الإطار الوطني وليد الركراكي إمكانية سانحة بتواجده في مباراة حسم لقب كأس الكونفدرالية، بينما ينتظر "تي. بي. مازيمبي" تحديد خصمه في "لقاء التتويج" بناء على نتيجة المواجهة النصف نهائية الأخرى التي سيحتضنها الملعب الأولمبي برادس التونسية، غدا الأحد، وطرفاها النادي الإفريقي المحلي وسوبر سبورت يونايتد الجنوب إفريقي، علما أن التباري ذهابا بين الناديين انتهى بالتعادل الإيجابي (1-1).