على الساحة الجمعوية هناك سباق من نوع آخر، سباق الحصول على الدعم المادي من أجل تنفيذ مشاريع من المفترض أن تطبق على أرض الواقع ما إن تحصل الجمعية على هذا الدعم. لكن ما يعاب بالفعل هو أن تحصل الجمعيات على الدعم المطلوب ولا نرى تلك المشاريع التي من أجلها تم تقديمه تنفذ على الميدان. من هنا نتساءل، هل هناك آلية للمحاسبة ومراقبة المشاريع والأنشطة التي تقيمها الجمعيات من أجل الحصول على الدعم؟. على الجمعيات أن تراعي الله في عملها، وعلى الجهات المسؤولة أن تراعي الجمعيات التي تعمل بكل إخلاص ونشاط على أرض الواقع وتحقق نتائج ملموسة ومهمة بشهادة كل الفاعلين على الساحة الجمعوية والمتتبعين؛ وعليه فهي تحتاج إلى التشجيع والتحفيز عن طريق منحها دعما محترما يحقق طموحها وطموح أعضائها وليس تجاهلها. سباق الدعم جعل الجمعيات تتكاثر بشكل كبير في مدينة طنجة، وفي الواقع ترى الأنشطة الوازنة تُعد على رؤوس الأصابع، وتعود فعليا لجمعيات هي نفسها التي تعمل دائما من أجل تنمية المجتمع بصدق. أما البقية فتختبئ خلف الظل، وتعمل على التقاط الصور لأنشطة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولن تفيد المجتمع في شيء. هذا ما جعل الناس ينفرون من الجمعيات ويفقدون ثقتهم في العمل الجمعوي؛ بل ويمتنعون عن المساهمة في الأعمال الخيرية بسبب الفكرة التي تركزت في عقولهم عن الجمعيات. في النهاية على الجمعيات ألا تتناسى مفهوم العمل الجمعوي الذي تأسست من أجله، وعلى الجهات المسؤولة التي تمنح الدعم المادي أن تحترم عمل الجمعيات التي تقدم الإضافة المطلوبة في المجتمع. والدعم يجب أن يذهب لمن يستحقه بكل شفافية وديمقراطية..والعمل على الميدان هو الذي يصنع الفارق، مع التأكيد على ضرورة المحاسبة والمتابعة للجمعيات التي تستفيد من الدعم؛ ففي النهاية العمل الجمعوي هو لخدمة المجتمع وليس لخدمة المصالح الشخصية والحسابات الضيقة. *فاعل جمعوي