تزايدت في الآونة الأخيرة الرسائل والأبحاث العلمية في كليات الطب المغربية التي نوقشت بلغات غير تلك المعهودة، على الرغم من أن اللغة الرسمية والمعتادة في هذه الكليات هي الفرنسية. وقد احتضنت كلية الطب في الرباط، قبل أيام، واحدة من هذه المناقشات، مشكلة سبقا في تاريخ كليات الطب بالمغرب. السابقة تقف وراءها أم كلثوم حراتي، الطالبة بكلية الطب والصيدلة بالرباط، التي ناقشت رسالتها لنيل دكتوراه الدولة في الطب العام باللغة الإنجليزية، إنجازا وتقديما، وهمت "جراحة الدماغ والأعصاب". أم كلثوم قالت لهسبريس إن "الاختيار شكل تحديا في البداية، قبل أن يصبح شغفا ومتعة"، مشيرة إلى الانتشار الواسع للغة الإنجليزية وغزارة الإنتاج والمراجع والنصوص العلمية بها، ومدافعة بذلك عن اختيارها، وأضافت أنها "تأمل أن يشكل هذا الحدث قيمة مضافة في مسار المنظومة التعليمية في كليات الطب والصيدلة بالمغرب". وأكدت حراتي، التي حصلت بعد المناقشة على تقدير مشرف جدا مع توصيات بتقاسم البحث مع جامعات دولية، أن التعلم "يؤثر على كفاءة الطبيب وتحصيله"، مشيرة إلى أن "اعتماد الفرنسية يعيق تواصل الطبيب ويجعل تعلمه محدودا نوعا ما، ويعرقل تواصله مع أطباء العالم، حيث تسود الإنجليزية لا الفرنسية كلغة عالمية للعلوم". ودعت المتحدثة إلى ضرورة اعتماد اللغة الأجنبية الثانية كلغة أساسية إلى جانب الفرنسية في التدريس داخل المعاهد وكليات العلوم والطب في المغرب، والانفتاح وتشجيع الطلبة المغاربة على تطوير مستوى لغاتهم وتكوينهم.