تحت شعار "الناس لكبار كنز فكل دار"، أطلقت وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية الحملة الوطنية التحسيسية الثالثة للأشخاص المسنين، وذلك احتفاء بيومهم العالمي. وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، أوضحت أن "الحملة الثالثة للأشخاص المسنين تهدف إلى النهوض بدور الأسرة في التكفل بالأشخاص المسنين وحماية حقوقهم، وترسيخ ثقافة التضامن بين الأجيال، وضرورة احترامهم وتقديرهم تناغما مع قيم ديننا وحضارتنا، والاعتراف بكفاءاتهم ومهاراتهم وتشجيع مشاركاتهم". وأبرزت الوزيرة، ضمن كلمتها بمناسبة إطلاق المبادرة، أنه "رغم نجاعة المقاربة المؤسساتية في معالجة أوضاع بعض الفئات من المسنين المهملين وبدون سند أسري، إلا أن دورها يبقى محدودا، إذ تبقى الأسرة المكان الطبيعي والملائم للمسنين"، مشددة على ضرورة رفع الوعي بثقافة التضامن بين الأجيال ودورها في تقوية الروابط الأسرية؛ والتحسيس بدور الأسرة كخلية طبيعية لرعاية الأشخاص المسنين؛ وتغيير الصور النمطية تجاههم، وعدم اعتبارهم عبئا، بل رأس مال بشري يمكن أن يشكل رافعة للتنمية. من جهة ثانية، أوردت الحقاوي أن المغرب يعرف تحولا ديموغرافيا نحو شيخوخة سكانه، معللة قولها بمعطيات المندوبية السامية للتخطيط التي تفيد بأن الفترة بين سنتي 1962 و2014 عرفت ارتفاع أمد الحياة عند الولادة من 47 إلى 75.6 سنة، وانخفاض معدل الخصوبة من 7.2 إلى 2.2 طفل لكل امرأة، وتراجعا في نسبة الأطفال دون 15 سنة، وتزايدا في نسبة الشيخوخة، ما سيؤدي إلى تغير كبير في الهرم السكاني بالمغرب، وانتقال نسبة الأشخاص المسنين ما بين سنتي 1962 و2014 من 7.2 إلى 9.6 بالمائة، أي من 830 ألفا إلى 3.2 مليون شخص مسن. وأضافت المتحدثة ذاتها خلال حفل إعطاء انطلاق الحملة التحسيسية، الاثنين بالرباط، أن المتوقع أن يصل عدد الأشخاص المسنين إلى 10 ملايين في أفق 2050، بنسبة 25 بالمائة من مجموع السكان بالمغرب مستقبلا، وزادت: "ظاهرة شيخوخة السكان يرافقها تغيير جذري في بنية الأسرة والأدوار المحددة داخلها، وتغير كبير في أنماط العيش والسكن". من جهته، دعا رشيد بلمختار، رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، الحكومات المقبلة إلى الاهتمام بالأشخاص المسنين من خلال إحداث برامج وطنية وجهوية تأخذ بعين الاعتبار ظروفهم المعيشية، ومعدل أمل الحياة الذي يعرف تفاوتا بين المدن والقرى المغربية، مشددا على ضرورة الاهتمام بالحلول الإنسانية لتحسين ظروف عيشهم. أما محمد آيت عزيزي، مدير مديرية حماية الأسرة والطفولة والأشخاص المسنين، فأوضح في مداخلة له أن الحملة الوطنية التحسيسية الثالثة تتنوع مضامينها بين وصلات تحسيسية تبث إذاعيا وتلفزيا ولقاءات تنظم بمختلف الجهات، مشددا على ضرورة تكاثف الجهود مع الفاعلين في مجال حماية ورعاية الأشخاص المسنين.