فنّدت سفارة المملكة المغربية في "ليما" ما روّجت له جبهة "البوليساريو" بخصوص تحمل مؤسسة مغربية رسمية لنفقات زيارة قام بها وفد برلماني من البيرو إلى الرباط في مارس الماضي. وقالت سفارة المغرب، في بيان نشره النائب رياتيغي فلوريس عبر حسابه على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي، بصفته رئيس رابطة الصداقة البرلمانية بين بيرو والمغرب، "إن مملكة المغرب في ليما تنفي تماما أن تكون أي مؤسسة رسمية بالمغرب قد تحملت أي نفقات لزيارة إلى هذا البلد من جانب السلطات البيروانية". وأضاف المصدر الدبلوماسي أن زيارة النواب البيروانيين لمدينة الداخلة بالصحراء جاءت بناء على دعوة من مؤسسة "كرانس مونتانا"، وهي "المؤسسة الدولية التي نظمت لقاء عالميا حول التعاون بين دول الجنوب في إقليم الصحراء المغربية". وتخوض الآلة الدعائية لجبهة البوليساريو حربا إعلامية ضد المغرب بعد الفضيحة التي عصفت بها في العاصمة البيروفية ليما يوم 09 شتنبر الجاري عندما حلت الناشطة الانفصالية خديجتو المختار بمطار ليما الدولي؛ ولكنها لم تتمكن من دخول البلد بسبب انتحالها لصفة سفيرة "الجمهورية الصحراوية". ومنعت سلطات الهجرة المحلية بهذا البلد اللاتيني الناشطة الصحراوية من دخول بيرو، بناء على طلب لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البيرواني بحجة أنها قامت بأنشطة ذات طابع سياسي في زيارة سابقة قامت بها للبلد نفسه بين يومي 9 و18 غشت الماضي. مصدر في وزارة الخارجية المغربية قال، في تصريح لهسبريس، إن ناشطة البوليساريو، من خلال اعتصامها داخل مطار خورخي تشافيز بالعاصمة البيروانية لمدة 17 يومياً، كانت تُريد تكرار سيناريو الناشطة أميناتو حيدر وتتحول إلى بطلة بين عشية وضحاها؛ ولكنها لم تتمكن من ذلك، بعدما انكشف أمر انتحالها لصفة دبلوماسية. وحاولت خديجتو المختار الضغط على دولة البيرو، عبر إشهار جواز سفرها الإسباني من أجل رفع قرار المنع الصادر ضدها. كما دخلت في إضراب عن الطعام؛ ولكن سلطات البيرو أكدت أن جوازها لا يتضمن أية إشارة لأي شكل من أشكال الاعتماد الدبلوماسي. من جهة ثانية، قال مصدر حكومي إن خصوم الوحدة الترابية دائماً يخوضون حرباً في دول أمريكا اللاتينية ضد المغرب بحكم العلاقات التاريخية التي كانت تجمعهما؛ ولكن المملكة استطاعت، منذ سنوات، تحقيق مجموعة من الانتصارات، منها سحب اعترافات وتجميد عدد منها، بالإضافة إلى الخطوة غير المسبوقة المتمثلة في عودة العلاقات الكوبية المغربية، والتي قطعت مع سياسية الكرسي الفارغ. وقال المسؤول الحكومي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إن دولة البيرو تدخل ضمن مجال التنافس بين المغرب والبوليساريو، لذلك تقوم إستراتيجية الجبهة على محاولة الترويج للأكاذيب لتبرير الهزائم ودفع البيرو إلى منح الشرعية للكيان الوهمي. وسبق لكارلوس باسومبريو، وزير الداخلية البيروفي، أن أكد، في تصريح قوي، أن المدعوة خديجتو المختار، التي تزعم أنها ممثلة للبوليساريو، "ليس معترفا بها وليست مدعوة من قبل وزارة خارجية البيرو". وأضاف وزير الداخلية البيروفي، في التصريح ذاته، أن انفصالية البوليساريو "ترفض ترحيلها، كما ترفض دخول التراب البيروفي كسائحة". ويأتي توضيح داخلية البيرو في أعقاب إصدار مصالح الهجرة البيروفية، التابعة للوزارة ذاتها، بيانا نشرته على موقعها الإلكتروني كذبت فيه الادعاءات الواهية لانفصالية "البوليساريو" بشأن اعتقالها، مشيرة إلى أن هذه المواطنة الإسبانية "لم تمنحها السلطات البيروفية أي تأشيرة دبلوماسية، ولم تحصل على أية امتيازات أو حصانة"، كممثلة ل"البوليساريو" بليما، على خلاف ادعاءاتها الواهية.