الشاب جدوان اسم لا يخفى على المغاربة، كيف لا وهو الذي أطربهم في سنوات الثمانينات والتسعينات ، بصوته الشجي وموهبته المتميزة، سيطر على الساحة الغنائية طويلا، وأصبح رائد الاغنية الشعبية بامتياز. قراره بالاعتزال الفني في قمة عطاءاته وتوجهه للاهتمام بالقرآن الكريم حفظا وترتيلا، أثار الكثير من الآراء والملاحظات المختلفة. التقيناه في مهرجان الامام الهبطي للقرآن الكريم بالعرائش، حيث ذكر الجمهور المغربي بصوته الرخيم عبر ترتيله لآيات من القرآن الكريم وأدائه لمواويل دينية، انتهزنا المناسبة لمحاورته التي رحب بها بتواضعه المعهود منه، وارتأينا نشره على حلقات عبر موقع هسبريس في شهر رمضان. الحلقة الخامسة: جداون وعلاقته بالقراء المغاربة هل تساهم شركات التوزيع والقنوات التلفزية في نشر القراءة المغربية في المشرق؟ لا يفوتني أن أذكر بأن قناة السادسة للقرآن الكريم قامت ولا تزال بمبادرات محمودة من قبيل تسجيل قراءات مغربية لقراء مغاربة وساهمت بشكل جيد في إبرازهم لدى الجمهور المغربي، وفي الاطار نفسه أقترح عليها القيام بأشكال وصيغ تعاون وتبادل مشترك مع قنوات عربية أخرى من أجل ترويج هذه التسجيلات في المشرق، وأظن أن الاخوة المشارقة يهمهم هذا بالتأكيد لأنهم يعرفون جيدا قيمة القارئ المغربي. هل ترى ان هناك تعارضا بين أن تكون مقرئا للقرآن الكرم ومغنيا ملتزما؟ ليس هناك أي تعارض، والعالم العربي والاسلامي يتوفر على مقرئين وفنانين ملتزمين من طينة الشيخ العفاسي مثلا مقرئ ومجود للقرآن الكريم بامتياز، ويؤدي أغاني ملتزمة كذلك، لا أرى ضيرا في ذلك رغم بعض الآراء والردود المخالفة. الكلمة الطيبة تبقى دائما طيبة، والكلمة التي تدخل السرور إلى قلوب الناس ثوابها عند الله تعالى. أين وصل مشروع جدوان لترتيل القرآن الكريم؟ الحمد لله أنا الآن أجتهد في إتقان قواعد التجويد خصوصا على مستوى المخارج، والحمد لله تمكنت أيضا من ضبط المدود وأزمنة الحركات حسب قراءة ورش. شاركت أيضا في برنامج أهل القرآن على قناة السادسة، رغم أنني أجد نفسي غير مؤهل بشكل جيد إلا انهم أصروا على تسجيلي بعد أن اضطلعوا على إحدى قراءاتي على الانترنت، ووفقني الله سبحانه وتعالى في هذا التسجيل، ونال استحسان الناس وتم عرضه على موقع هسبريس والفيسبوك. لا أريد أن أسارع بالتسجيل حتى ازيد من ضبطي لقواعد التجويد وإتقانها، ومؤخرا التقيت بأحد القراء المشهورين بالمغرب فاشتكى لي بأنه له تسجيلات قديمة تبث على التلفاز لم يكن قد أتقن حينها القواعد جيدا، لا أريد أن أقع في نفس الخطأ، وأحب أن أستمع إلى نصائح كبار المقرئين من أجل تطبيق ملاحظاتهم وتصحيح الاخطاء في التلاوة، وأن أتوفق بإذن الله في القراءة بشكل متقن. من هم أفضل المقرئين المغاربة عند جدوان؟ أفضل أغلب المقرئين المغاربة،؟ وأميل إلى الاصوات الجميلة والعذبة، غير أني أخص مقرئا عزيزا علي هو سيدي عمر القزابري وخصوصا التسجيل الذي قام به أمام اللجنة كان رائعا وذا مستوى عال من الجودة والاتقان. يحق للمغاربة جميعا بأن يفخروا بهذا المقرئ الكبير، أفضل أيضا القراءة المتميزة للقارئ العيون الكوشي وكذلك الأخ مصطفى زقان1، الذي فاقت شهرته خارج الحدود، الاخ إراوي ما شاء الله، العظيمي والاخ باق الله، الاخ الكرعاني من الدارالبيضاء. وهناك أيضا بعض المقرئين المتميزين غير أنهم غير معروفين أمثال توفيق الفيلالي والاستاذ الفريسي أصواتهم جد متميزة. خلاصة القول المغرب يتوفر على مجموعة طيبة من المقرئين الكبار والشباب ينبغي تعهدهم وتشجيعهم وإظهارهم بشكل جيد وتسويق أشرطتهم في الداخل والخارج حتى نحافظ على هذا التألق والتوهج، وحتما ريادة المغرب في صنف القراءة والتجويد. 1 فاز مؤخرا الطالب المغربي، مصطفى زقان، من مسجد الأندلس الكبير بالدر البيضاء ، بإحدى جوائز مسابقة تونس العالمية لحفظ وتجويد القران الكريم في صنف التجويد. في الحلقة السادسة كيف يرى جدوان الدعوة والسياسة وحركة 20 فيراير