بعد حوالي شهر منذ تعيينه رسمياً من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، مبعوثاً أممياً إلى منطقة الصحراء المغربية، خلفاً لكريستوفر روس، الذي قدم استقالته بعد فشله في مهمته، بدأ هورست كوهلر تحركاته لحلحة نزاع الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو، في محاولة منه لإعادة مسار المفاوضات المباشرة المتوقف منذ سنوات. وفي الصدد ذاته، استقبل المبعوث إلى الصحراء وفداً عن "البوليساريو" في مدينة نيويورك، بحضور ممثل الجبهة لدى الأممالمتحدة، وهو أول لقاء تواصلي رسمي بين الطرفين حول آفاق قضية الصحراء. وفي وقت لم تكشف الأممالمتحدة تفاصيل اللقاء، نقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن "قيادة الجبهة" عبرت عن استعدادها للتعاون مع المبعوث الأممي الجديد من أجل تسوية النزاع. وكما جرت العادة، من المرتقب أن يقدم كوهلر، الذي شغل منصب رئيس دولة ألمانيا من سنة 2004 إلى غاية سنة 2010، تقريره الأول حول الصحراء في غضون ستة أشهر؛ وسبق أن أكد أنه "سيتعاون مع جميع الأطراف للوصول إلى حل سياسي عادل، مستدام ويحظى بقبول الطرفين بخصوص قضية الصحراء الغربية". وعن دلالات هذا اللقاء الأول من نوعه، يرى صبري الحو، الخبير في القانون الدولي وملف الصحراء، أن اجتماع المبعوث الشخصي لغوتيريس، "لا يكتسي أي صبغة استثنائية، ولا خطورة له على موقف الأممالمتحدة، ولا حتى نوايا كوهلر الذي سبق أن عبر عن التزامه بالحياد والشفافية". ويندرج هذا الاستقبال، حسب صبري الحو، ضمن اختصاصات المسؤول الأممي للاستماع إلى تظلمات وشكاوى الأطراف المعنية بالنزاع، مشيراً إلى أن تخصيص اللقاء في مقر الأممالمتحدة وليس أي مكان آخر يكشف المقاربة الجديدة التي تريد أن تعتمدها الأممالمتحدة، وهي أن جميع النقاشات ستتم داخل أروقتها. ولفت الخبير المغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن الأممالمتحدة لم تعط هذا اللقاء أي أهمية خاصة، بدليل عدم نشرها تفاصيله في المواقع التابعة للمنظمة الأممية كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات؛ وهو ما يفسر حسبه أن اللقاء قد يكون أتى بطلب من جبهة البوليساريو وليس بطلب من المبعوث الخاص إلى الصحراء. وأشار المتخصص في نزاع الصحراء وشؤون الهجرة إلى أن تحركات البوليساريو تأتي بعد الاستياء الذي عبرت عنه كل من صحافة الجبهة والجزائر، حول أن هناك نوعا من التأخير في مواصلة المفاوضات، وصلت إلى حد اتهام الأمين العام للأمم المتحدة بأنه يُمارس "سياسة تهميش الملف". وخلص المصدر نفسه إلى أن هاجس الأممالمتحدة اليوم منصب حول كيفية استرجاع المفاوضات المباشرة التي توقفت في عهد المبعوث السابق، كريستوفر روس، "وهو أمر لن يتم إلا بالاستماع إلى جميع الأطراف من أجل حثها على الوصول إلى حل سياسي متوافق عليه"، وفق تعبيره.