اضطر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، إلى الانصراف من المؤتمر الوطني للحزب المغربي الليبرالي، حين كان المنسق الوطني للأخير، محمد زيان، يلقي كلمته صباح اليوم بالرباط. ويبدو أن "زعيم الإخوان" انزعج من أوصاف وإيحاءات زعيم "حزب السبع" حول تجربة حكومتي العدالة والتنمية السابقة والحالية. ورغم أن كلمة بنكيران كانت مبرمجة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب الليبرالي، إذ طالب مسير الموعد بتأخيرها بعد كلمة زيان، إلا أن الأمين العام ل"المصباح" غادر القاعة بمعية رئيس فريق "العدالة والتنمية" في مجلس النواب، ادريس الأزمي الإدريسي، حينما كان وزير حقوق الإنسان السابق يتحدث في كلمة مطولة وصف خلالها حكومة سعد الدين العثماني ب"المحكومة". انزعاج بنكيران بدا أيضا حين قال زيان إن الحكومة السابقة جاءت في سياق أجواء تم السماح فيها بصعود الإسلاميين إلى الحكم، في إشارة إلى موجة الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011 وأطلق عليها "الربيع العربي" وطالت المغرب تحت عنوان "حراك 20 فبراير"، ليفاجأ الحضور بمغادرة الأمين العام ل"حزب المصباح" والأزمي لقاعة المؤتمر، ويتجاوب زيان بتحية بيده وقبلة عن بعد من فوق المنصة دون إبداء أي رد فعل شفوي. إلى ذلك، بدا زعيم الحزب المغربي الليبرالي أكثر تشاؤما في كلمته وهو يستعرض الواقع السياسي بالمغرب، إذ دعا المغاربة بمن فيهم كل أعضاء الأحزاب على مقاطعة كل الانتخابات القادمة، فيما اشترط للمشاركة فيها أن "تكون انتخابات دون دعم مالي يوزع على الهيئات السياسية أو توزيعه بالتساوي ثم توفير مناخ ديمقراطي". وخصص زيان حيزا للتعليق على حكومة العثماني، إذ وصفها ب"المحكومة"، موضحا ذلك بقوله: "هناك عزوف سياسي في المغرب، دليل ذلك هو الانتخابات التشريعية الجزئية في سطات وتطوان، لأن المغاربة لا يؤمنون بالمنهجية السياسية التي تشرف عليها الحكومة وخاصة وزارة الداخلية"، مضيفا: "هذه المنهجية هي ممنهجة وغايتها منع النزهاء من بلوغ مراكز القرار، لأن النظام يريد محكومة وليس حكومة". وزاد وزير حقوق الإنسان السابق أن حكومة سعد الدين العثماني "محكومة يترأسها محكوم وهدفها هو "حكرة" المغاربة وتفقير المواطنين وإغناء الأغنياء"، واصفا العملية الانتخابية التي تجرى في البلاد ب"المسرحية التي يسعى عبرها من يتحكمون فيها وفي المنهجية السياسية إلى استغلال الوطن والمغاربة لصالحهم". إلى ذلك، طالب محمد زيان بتوزيع عادل للثورة على كل المغاربة، مشيرا إلى أن "أربعة آلاف أسرة فقط في المغرب تتحكم في تلك الثورة والغالبية فقراء"، وزاد: "تلك العائلات الثرية ترغب في أن يبقى الوضع قائما من فقر وظلم وغياب للأمن لكي تبقى أقلية مستفيدة من ثروات البلاد"، مشددا على ضرورة المحاسبة "التي لا تتقادم منذ استقلال المغرب".