بحضور أزيد من 3000 شاب وشابة من مختلف جهات المغرب، افتتحت الفيدرالية الوطنية لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار نسختها الأولى من الجامعة الصيفية، تحت شعار "الشباب بين قيم الحرية وروح المسؤولية"؛ وذلك بفضاء الجامعة الخاصة بمدينة مراكش، والتي تنظم في الفترة من 8 إلى 10 شتنبر الجاري. وأكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، بحضور أعضاء من المكتب السياسي للحزب، أن "هذا اللقاء التاريخي يعد بمثابة عقد ازدياد لشبيبة الحزب بعد مرحلة التأسيس"، وزاد: "تنظيم ملتقى بهذا الحجم بمثابة حلم استطعنا تحقيقه..أنتم تكتبون تاريخ الحزب في هذه المرحلة الفارقة، والمغرب يحتاج لنا جميعاً، وتلبية النداء فرض عين". وخاطب "كبير التجمعيين" شباب حزبه بكلمة حماسية ألهبت الحضور الذي كان يقاطعه بشعارات تهتف باسمه وبإسهاماته التي طبعت المرحلة منذ توليه قيادة سفينة "الأحرار"، بعد استقالة الرئيس السابق للحزب، صلاح الدين مزوار، مؤكداً استمراره على نهج شعار "أغراس أغراس"، وهي عبارة أمازيغية يستعملها أهل سوس دلالة على الجدية والاستقامة في العمل. ودعا عزيز أخنوش شريحة الشباب التي تقاطع السياسة إلى الانخراط في الفعل السياسي والمدني، ناصحا إياهم بعدم نهج سياسة الكرسي الفارغ أو ترك أماكنهم للآخرين، ومشيرا إلى أن فقط نسبة واحد في المائة هي التي تنخرط في العمل السياسي؛ "وهو أمر غير معقول"، حسب تعبيره. وشدد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية على أن حزبه سيقوم بدوره، سواء من داخل البرلمان أو الحكومة، من أجل إيجاد حلول للشباب، خصوصا على مستوى خلق فرص للشغل ومحاربة البطالة التي ارتفعت في صفوف الشباب ما بين 15 و24 سنة إلى 25 في المائة، معتبرا هذا الرقم "مؤشرا دالا على ضعف حصيلة الحكومة". وأضاف زعيم "حزب الحمامة"، وسط شعارات من قبيل "يا عزيز ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، و"أغراس أغراس يا عزيز يا ولد الناس"، أن المرحلة تتطلب مساهمة جميع الفاعلين من أجل النهوض بأوضاع الشباب وليس التهرب من المسؤولية أو "شي يلوح لشي كما وقع في أحداث الحسيمة"، مؤكداً أن حزبه ضد الركوب السياسي على مطالب المواطن البسيط أو المغامرة بأمن واستقرار البلاد. وتأسف المسؤول الحزبي لبعض القضايا الأخيرة التي تورط فيها الشباب المغربي، سواء من قبيل واقعة التحرش بفتاة داخل حافلة للنقل العمومي أو في قضايا إرهابية دولية، لافتا إلى أن هؤلاء هم ضحايا سياسة الإقصاء والتهميش، وغياب التأطير الحزبي والفراغ الفكري والثقافي والروحي، وزاد: "لا يمكن أن نسمح بأن تدمر هذه الأحداث ثقتنا في المستقبل..الجميع مسؤول عن تغيير الأفكار النمطية والصورة المغلوطة عن شبابنا، من قبيل أنهم مصدر كل المشاكل التي تقع من حولنا؛ بل على العكس هم خزان المبادرات وأملنا غداً في بناء مغرب التنمية". وحسب المنظمين، فإن تنظيم هذه الجامعة الصيفية الأولى من نوعها في تاريخ الحزب "يهدف إلى تسليط الضوء على مواضيع مرتبطة بالمجالات السياسية والقانونية والاجتماعية والثقافية والرياضية؛ ويشارك فيها عدد من المثقفين والجيوبوليتيين والرياضيين وصناع القرار من مختلف الميادين، من أجل تمكين الشباب التجمعي من التعبير عن أنفسهم ومناقشة المواضيع المتعلقة بهم".