رغم الاعتداء ومحاولات التشويش الواضحة التي تعرض لها الوفد المغربي الرسمي في مؤتمر "طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية"، المنعقد قبل نحو أسبوعين في عاصمة الموزمبيق "مابوتو"، إثر احتجاجه على فرض الأخيرة مشاركة أعضاء من جبهة البوليساريو، آثرت الجارة الجزائر مهاجمة المملكة من جديد والدفاع عن التنظيم الصحراوي الانفصالي. الموقف الجزائري جاء على لسان عبد القادر مساهل، وزير الشؤون الخارجية في حكومة أحمد أويحيى، الذي ادعى أن ما وصفه ب"مساعي المغرب ضد الجمهورية العربية الصحراوية داخل الاتحاد الإفريقي سيكون مآلها الفشل"، مفضلا العزف على وتر الوحدة الإفريقية بالقول إن "منظمة الاتحاد الإفريقي تحصي حاليا 55 دولة، بما فيها الصحراء الغربية والمغرب"، على حد تعبيره. مساهل، الذي كان متحدثا مساء اليوم لوسائل الإعلام عقب افتتاح الدورة العادية للبرلمان الجزائري، هاجم المغرب بالقول: "كانت هناك محاولة للطرف المغربي في مالابو وفشلت، وكذلك في الموزمبيق وكان لها المصير نفسه. ومهما تكررت هذه المحاولات سيكون مآلها الفشل"، وفق الحديث الذي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية. وزعمت الوكالة الرسمية في قصاصتها أن المملكة تمارس ما نعتتها ب"الاعتداءات المتتالية على الوفد الصحراوي في اجتماعات الاتحاد الإفريقي"، مشيرة إلى أن وفد الانفصاليين المشارك في أشغال الاجتماع الوزاري المشترك الياباني-الإفريقي حول تنمية إفريقيا (تيكاد-6) الذي نظمت فعالياته مؤخرا بالعاصمة الموزمبيقية "تعرض لاعتداء لفظي جسدي من طرف نظيره المغربي". وعقب تلك الواقعة المثيرة، التي جرت صبيحة يوم الجمعة 25 غشت المنصرم، اجتمع وزير الخارجية الياباني، كونو طارو، مع نظيره المغربي ورئيس الوفد المغربي، ناصر بوريطة، في مباحثات جددت خلالها حكومة طوكيو موقفها الرافض للاعتراف ب"جمهورية البوليساريو"، معربا عن أسفه الشديد للأحداث التي ميزت الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري لمتابعة المؤتمر الدولي لطوكيو حول تنمية إفريقيا. المباحثات كانت موعدا لإعراب الحكومة اليابانية عن "أسفها الشديد بخصوص الأحداث والاضطراب الذي شهدته الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري لمتابعة تيكاد"، إذ أكد كونو طارو "عدم اعتراف اليابان بما يعرف بالجمهورية الصحراوية"، مشددا على أن موقفها عدم دعوة هذا الكيان لحضور أشغال "مسلسل تيكاد" لم يتغير. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أشار في حديث أجرته معه أسبوعية "جون أفريك"، تزامن مع "واقعة مابوتو"، إلى أن العلاقات بين المغرب والجزائر دخلت طريقا مسدودا على جميع المستويات، إذ أعرب عن أسفه لقيام الجارة الشرقية بحملات دبلوماسية وإعلامية شرسة عقب إعلان المغرب، في يوليوز 2016، عزمه العودة إلى أسرته الإفريقية.