لا يتجادل اثنان حول أن المادة الحيوية الأكثر طلبا يوم عيد الأضحى بالمغرب هي الماء، وغيابه أو انقطاعه ولو لفترة يعني أن يتحول العيد إلى مأساة وجحيم حقيقيين. هذا الكابوس عاشته فعلا عدد من المناطق عبر ربوع المغرب، والتي عانى سكانها بشدة بعد أن انقطع الماء كلّيا أو جزئيا في أحياء مختلفة بهذه المناطق. ففي مدينة مكناس اشتكى مواطنون من انقطاع المياه منذ منتصف النهار بالمدينة العتيقة وأحياء أخرى كمرجان وكاميليا، حيث عانى سكان هذه الأحياء من تراكم فضلات العيد ومخلفات عملية النحر في ظل عدم القدرة على تنظيف البيوت. وأفاد سكان هؤلاء الأحياء، في اتصالهم بهسبريس، بأن كل محاولاتهم للاتصال بالوكالة المكلفة بتوزيع الماء RADEM باءت بالفشل، واستمر انقطاع الماء إلى غاية ساعة متأخرة من يوم العيد. وبوادي زم، اشتكى مواطنون أيضا من المشكل نفسه بعد أن عانت مجموعة من أحياء المدينة من غياب الماء في يوم العيد. انقطاع الماء طال أيضا جماعة المرابيح التابعة لإقليم سيدي قاسم، بينما سجّل قاطنون لأحياء بقلعة السراغنة انقطاعا للمياه منذ ساعات الصباح الأولى ليوم العيد. حيّ طنجة البالية وأحياء أخرى مجاورة بمدينة طنجة عانت أيضا من المشكل نفسه، حيث عبّر ساكنو هذه الأحياء عن تذمرهم الشديد من هذا الانقطاع غير المُخبر به وغير المتوقع. وفي سياق ذي صلة، تفاجأ سكّان مجموعة من الأحياء الشعبية بسيدي قاسم بانقطاع الماء الصالح للشرب تزامنا مع أول أيام عيد الأضحى؛ وهو ما أربك حساباتهم بسبب حاجتهم الملحة إلى هذه المادة الحيوية. وأوضح مجموعة من سكان "حي الكوش" بالمدينة ذاتها، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن الحي يعاني باستمرار من الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، خصوصا في فصل الصيف وعيد الأضحى، مشيرين إلى أن إدارة المكتب الوطني للماء والكهرباء لا تُشعر سكان الأحياء الشعبية بموعد انقطاع الماء وعودته إلى الصنابير. واعتبر السكان المتضررون أن "ما يقدم عليه المكتب يعد قمة الاستهتار واللامبالاة"، لافتين إلى أن استمرار الماء في الانقطاع من شأنه أن يخرج سكان الأحياء المتضررة إلى الاحتجاج مجددا على "ONEP"، إذا لم تتدخل المصالح المختصة لإيجاد حلول سريعة للمشاكل التي تزداد تفاقما. وهكذا أضحى انقطاع الماء خلال يوم عيد الأضحى، الذي تتزايد فيه حاجة المغاربة إلى الماء من أجل مباشرة الأشغال المرتبطة بالأضحية، كابوسا يقضّ مضاجع آلاف المُضحِّين عبر مختلف ربوع المملكة.